إذا كانت لقاءات الدور الأول من مونديال جنوب أفريقيا لم تعرف مستوى كبيرا،وسجلت خروج بطل العالم لعام 2006ووصيفه في هذه النسخة،وأعني فرنسا وإيطاليا،فإن الدور ثمن نهائي لم يعرف أية مفاجأة ،وشهد عروضا مقنعة ومستوى جيد،خاصة من جانب الفرق المرشحة لإحراز اللقب،”البرازيل،ألمانيا،الأرجنتين،إسبانيا” والأكثر من ذلك كشفت هذه المنتخبات عن مستواها الحقيقي،واتضح بأن الأدوار المقبلة ستكون أفضل بكثير بعكس الأجواء التي طبعت مباريات الدور الأول. هذا وقد تبين مع أول لقاء من الدور الثاني والذي جمع كوريا الجنوبية بالأورغواي،بأن الأمور ستتبدل وكان نزال غانا ضد أمريكا والذي حسم بعد لجوء الفريقين الى الوقت الإضافي بتأهل ممثل إفريقيا،مؤشرا قويا على تطور الأداء وارتقائه،وظهر ذلك بكل وضوح في اللقاء الذي جمع ألمانيا بالمنتخب الأنجليزي،وفي المباراة التي التقى فيها الأرجنتين بالمكسيك،واستمر المردود الجيد لمعضم المنتخبات مع صعود في إيقاع المنازلات حتى آخر لقاء،والذي جمع البرتغال بإسبانيا.ويمكن القول بأن تعود المنتخبات على المناخ السائد بجنوب افريقيا،ودخول الفرق المشاركة بعمق أكبر في أجواء المنافسات،ساعد بمعاينة مردود أفضل من المرحلة الأولى من المونديال،ضف الى هذا كون الفرق التي لعبت الثمن نهائي،كانت تعرف مسبقا بالإقصاء المباشر للمنهزم ولذلك فكل منتخب كان يبذل أقصى ما عنده حتى لا يغادر المنافسات بسهولة.وعلى ضوء ما عايناه خلال هذا الدور فإن المعطيات تشير الى أن جولة ال8ستكون أحسن بكثير خاصة وأن برنامج الربع نهائي،سيكون حافلا بالعطاء علما بأنه غني باللقاءات القوية،على رأسها لقاء الأرجنتين وألمانيانولقاء البرازيل ضد هولندا،طبعا دون نسيان اللقائين المتبقيين،وطموحات غانا أمام الأوروغواي،وإصرار البرغواي على مقارعة إسبانيا لتفجير مفاجأة من العيار الثقيل،وبالتالي فالدور الثالث من الطبيعي ان يكون ممتع للغاية .ومما تميز به الدور ثمن نهائي كذلك تراجع مستوى التحكيم،حيث سقط عدد من الحكام في هفوات فادحة،حيث لم يحتسب هدف وأضح للاعب”لامبارد”في مرمى المنتخب الألماني في المواجهة التي جمعت هذا الأخير بالمنتخب الإنجليزي،وبالمقابل احتسب الحكم الإيطالي”روزيتي”هدفا لمهاجم الأرجنتين”تيفيز”في مرمى المكسيك برغم تواجدهذا الأخير في موضع تسلل،وأثارت هاتين الحالتين وعدد من الحالات الأخرى ردود فعل غاضبة ،بسبب ضعف الحكام المعينين من طرف الإتحاد الدولي لكرة القدم