نشرت بعض الصحف الاسبانية الصادرة مؤخرا، تقريرا مطولا صدر عن أحد المعاهد المهتمة بالعلوم الإنسانية المختلفة «إلكانو» أكد على ارتفاع عدد المسلمين المغاربة بسبتة ومليلية المحتلتين خلال السنوات الماضية، كما أشار التقرير إلى أنه خلال سنة 2009 بلغ عدد المواليد الجدد بسبتة السليبة 978 مولود، 5 منهم ناتج عن زواج بين مغاربة واسبان، و 80 منهم ينتمون لأبوين إسبانيين، و 893 مولود ينتمي لأسر مغربية مسلمة. وكشف التقرير أيضا انخفاض عدد الإسبان بمدينة مليلية السليبة خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث تراجع عددهم من 69 ألف إلى 67 ألف نسمة. كما أبرز التقرير انتقال عدد سكان سبتةالمحتلة من 17 ألف نسمة سنة 1990 إلى 33 ألف نسمة في ظرف أقل من عشرين سنة. أي بمعدل زيادة سنوية تقدر ب 24 في المائة. وأشار التقرير كذلك إلى أن حوالي 60 في المائة من أبناء المغاربة بسبتةالمحتلة يغادرون المدارس في المرحلة الإعدادية، فيما يصل فقط 4 في المائة منهم إلى مرحلة الباكالوريا. وعلى الرغم من اعتماد إسبانيا أسلوب تجنيس العديد من المغاربة بالثغرين السليبين، نظير تمكينهم من الاستفادة من الخدمات الاجتماعية شأنهم شأن باقي المواطنين الإسبان. إلا أنهم لا يزالون يعانون من سياسة الإقصاء المنتهجة في حقهم من طرف سلطات الاحتلال، حيث يحرمون من الوظائف العمومية باستثناء الجندية بسبب تخوف السلطات المحلية من سيطرة المغاربة على تسيير الإدارة العمومية. وقد باتت إشكالية النمو الديمغرافي السريع للمغاربة بسبتة ومليلية المحتلتين، واتساع قاعدة الهرم السكاني لفائدة المغاربة، تؤرق بال مسؤولي سلطات الاحتلال وخاصة الخبراء الأمنيين والعسكريين الاسبان، الذين أكدوا في تقاريرهم أن إسبانيا قد تفقد خلال السنوات القليلة القادمة سيطرتها على زمام تسيير المدينتين في حال استمرار نفس وتيرة النمو الديمغرافي. محمد طارق حيون