[email protected] عندما رفع المغرب تحدي عشرة ملايين سائح في أفق 2010، كان تخوف العارفين بخبايا البلد نجاح الرهان من عدمه مرتبطا بمدى تطور البنيات التحتية للمغرب وخاصة المواصلات بجميع أنواعها إضافة للطاقة الإيوائية للفنادق ومستوى الخدمات... ...ومع التقدم الذي يشهده المغرب في السنوات الأخيرة رغم سرعة الحلزون التي يسير بها كوماندو “السي عباس” فانه وبفضل المبادرات الملكية المحضة فقد استطاعت المملكة أن تقترب من كسب رهان المواصلات والقدرة الإيوائية للفنادق عبر إبرام اتفاقيات لمشاريع ضخمة، والتي والى عهد قريب جدا كنا في عداد الدول المتخلفة بل كنا نتزاحم مع إثيوبيا وموزمبيق في تصدر ذيل ترتيب أفقر الدول من حيث البنيات التحتية وكأنه شرف .وما اختيار المنتخب الانجليزي لاسبانيا كإقامة للاعبيه أثناء دورة كاس الحسن الثاني عام 1998 إلا مثال على ما نقول، علما انه كان يلعب بالدار البيضاء. وزارة السياحة المعنية أولا بإنجاح التحدي لازالت تعتمد أساليب أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد تجدي نفعا في إمالة السياح الأجانب للمغرب كوجهة مفضلة. فتسويق المنتوج السياحي المغربي أصبح قزما أمام إعلانات سياحية تغري بالمشاهدة لدول “كقبرص” تكفيك دراجة هوائية لحساب المساحة الإجمالية لأراضيها، ومع ذلك تسوق بطريقة تجعل عدد السياح الوافدين عليها يعادل أربع إلى خمس مرات عدد ساكنتها، وذلك بتسويق وإشهار ذكي ومفيد وعبر وسائل إعلام متطورة وتشاهد في مناطق واسعة وبنسب عالية عبر العالم، لا في قنوات لا يشاهدها حتى موظفوها. فعندما يشاهد المرئ القنوات التلفزية الأكثر مشاهدة عبر العالم من بينها قنوات إخبارية عربية وأجنبية أو عند تصفح احد عمالقة المواقع الالكترونية تجد عدد من الإعلانات الاستشهارية موجهة للسياح لدول مغمورة مثل بولونيا، اذربيجان، مالطا أو حتى مقدونيا، هذه الدول تقدم إعلاميا وكأنها جنة الله فوق الأرض، حتى يعتقد المرء أن العالم ليس سوى هذه الدول أما الباقي وضمنهم نحن طبعا فلا يعرف احد أين نتواجد على الخريطة. هنا يكمن الدور الجوهري للإعلام المرئي النافذ وليس النائم كإعلامنا المسكين، فعندما نستمع لخطابات و” محاضرات” وزارة السياحة حول الإصلاحات والأرقام الفلكية المخصصة للتسويق السياحي المغربي، نندهش ونعتقد أن المغرب سيجلب ثلاثين مليون سائح عوض عشرة ملايين. إلا أن التسويق الإعلامي للسياحة بالمغرب لا يكاد يراوح حدود الوطن “حدو طنجة”، وان عبر الحدود فلن يتعدى “الأشقاء” بالخليج الذين يزورون المغرب دون إعلام ولا هم يحزنون