أريفينو / بروكسيل / عادل أربعي ركزت معظم القنوات الإذاعية والتلفزية العالمية بأوربا وأمريكا إضافة إلى قنوات الريادة بالعالم العربي ممثلتين في قناة الجزيرة التي غطت ولا زالت فيضانات الريف عن قرب من خلال إرسال طاقم مكون من فريق تلفزي وصحفيين. ومن جهة أخرى قناة العربية وإن بنسبة أقل... ...فبدأتا بالربورطاجات والتحاليل عبر استضافة محللين ومهنيي الأرصاد الجوية وبعض أفراد الجالية المغربية بالمهجر للتعليق على ما يحدث. أبرز الإعلام الغربي مدى المهنية والشفافية في التعامل مع القضايا الإنسانية من قبيل الكوارث الطبيعية كما هو الشأن لما يقع بالريف. فهناك من القنوات والأمواج الإذاعية والجرائد اليومية من استعان بلقطات من “الولي الصالح يوتيوب” أو كاشف الحقائق، لتغطية حقيقية للفيضانات غير المسبوقة بالريف، بعدما اكتشفت معظم هذه المنابر الإعلامية الأجنبية زيف ما تنقله قنوات العار أو “قنوات الصرف الصحي” اللتين تسميان نفسيهما قنوات تلفزية عمومية. فاستغنى الجميع عن قنوات “القطب العمومي المتجمد” المغربي والتحقوا بالحاج يوتيوب ذو المراسلين الكثر المخلصين والنزهاء في كل منزل ودوار. فقنواتنا المحترمة لم تجد حرجا في إدراج سهرات الشطيح والرديح في عز ليالي أيام الفيضانات وتعداد الموتى والغرقى شمالا وجنوبا، شرقا وغربا. فبينما المواطن ينتظر من التلفاز مده بآخر المستجدات وإدراج حصيلة الفيضانات، المناطق المتضررة وكذا الإجراءات المتخذة من طرف السلطات، يصطدم بمرارة “التشفي” المقصود من قناتينا وخاصة القناة الثانية والتي لم يستحي مديرها من إدراج “سهرة الويكاند” فيما البشر يعيش آخر فترات “اللايف أند” أو آخر فترات نهاية الحياة. فبعد الأخبار “المختصرة” عما يقع من فيضانات بالمغرب ككل، مكتفية بعرض صور محتشمة لا تبرز حقيقة ما وقع وربما كانت من الأرشيف؟ تنتقل قنواتنا المحترمة إلى الحديث عن الفيضان “باليمن الشقيقة” وكأن مدننا وقرانا الغارقة وأبنائنا الموتى والمفقودين لا يستحقون روبورطاجا أو نشرات استثنائية مطولة باتصالات مباشرة ولقاءات مع الساكنة لنقل ما يقع للمواطن المغربي عن إخوته بالمناطق المنكوبة خاصة لأبناء الجالية المغربية بالخارج. فمن منا يتمنى لأخيه مثل هذه الكوارث؟؟ القناة الثانية لم تستحي أولا خلال محرقة ليساسفة بالدار البيضاء حين أدرجت سهرة صاخبة وكأنها تحتفل بذكرى رحيل عدو، والآن تضرب لنا الموعد لتأكيد التشفي في موتانا وغرقانا. عندما رأينا وسمعنا كيفية تناول القنوات الأجنبية لموضوع الفيضان بمدن طنجة، تطوان والنواحي... وجدة، الناظور والنواحي... يعتقد المرء أنه ربما يتابع إحدى قنوات بلده لشدة الاهتمام بالموضوع وتفسير إشكاليته وأسباب الدمار السريع. إلا أننا وللأسف لا نكاد ننهض من سباتنا حتى نجد أن القناة التلفزية أو الإذاعية ليست سوى هولندية أو بلجيكية أو أمريكية أو هي فقط قناة الجزيرة. نذكر إخواننا بالمناطق المنكوبة أننا في موقع www.arrifinu.net قد كنا ضيوفا على القناتين الإذاعيتين : الهولندية coolwalkherenFM مستضيفة عبر الهاتف الزميل ابراهيم البطيوي من المغرب والقناة الإذاعية البلجيكية المنار مستضيفة عادل أربعي بمقرها ببروكسل على التوالي، دون أن ننسى الزميل الصحفي محمد أوسار الذي استضافته قناة الجزيرة. وتناولت المقابلة الإذاعية الثانية فيضانات الريف وحيثياتها بمشاركة الناشط الجمعوي إبراهيم السعليتي عن جمعية أوسان بميضار، ومغاربة من داخل وخارج الوطن.