[email protected] شمال غرب مدينة الناظور تقع قرية ”تيبودا” ممتدة على الشريط الساحلي الذي ينتهي بنقطة ” راس ورك” أو” واش”" كما يسميها سكان المنطقة ،سكان دفعهم الفقر والتهميش إلى الهجرة فبعد آن فقدت الأرض خصوبتها بفعل انجراف التربة بخل البحر عنهم كما بخلت الدولة عن إدراج منطقة لها مؤهلات سياحية ببرامج التنمية . عند وصولك إلى تيبودا تصطدم بواقع قد يغير من تصديقك لشعارات التنمية ومحاربة الهشاشة فالصيد يتم بمراكب تقليدية وبدون أدني شروط السلامة ،يحكى لنا السيد ميمون بحرقة عن احتكار بعض الأشخاص للثلج وامتلاك الأراضي كان الجميع تكالب على نهش ما تبقى من ثروات المنطقة ،محمد طفل تقرا في عيونه وسحنات بشرته معاناة تتكرر كل يوم فشح المياه يرغمه على قطع مسافة طويلة لجلب الماء على دابته ،هو لا يدرك انه من اجله أبرمت العديد من الاتفاقيات حول حقوق الطفل وأهدرت أموال طائلة بصالونات الفنادق الفخمة ،وظهرت العديد من متزعمات الجمعيات بأفخر أنواع الماكياج أمام عدسات الكاميرا دفاعا عن محمد الطفل الذي لا يملك أباه ثمن شراء التلفاز ، مفارقة تجعلك تدرك مدى عمق الفجوة بين الورش ”وراس ورش ”، ورش القطار الفائق السرعة ”وراس ورش”، حيث الحياة رتيبة كأن الزمن توقف هناك منذ قروون خلت، فجوة بين الترمواي المتنقل بين محطات العاصمة وبين بئر القرية ومنزل محمد حيث المعاناة لا تقف عند محطة . محمد لا شان له بأحلام أطفال أبناء متزعمات جميات حماية الطفولة بأخذ صور رفقة لاعبي كرة القدم أو زيارة موروكو مول، محمد يحلم بمول لاكلاص ومول الزريعة . عندما وصلنا إلى نقطة” راس ورك ”،لم نستطع ان نخفي إعجابنا بالمناظر التي وهبها الله للمنطقة وسحر جمالها لكن تساءلت في نفسي الم يجعل الله في الأرض خليفة ليعمرها اسمه الإنسان؟ أم أن الإنسان نسي تيبودا ربما …