لا أحد يستطيع أن يراهن، امرأة من هنا أو من هناك، رهان يحمل مؤشرات فشله.. الجلباب، الشال، النظرة المصوبة نحو أسفل الرجال. رباطة الجأش ثم الابتسامة، الابتسامة ثم رباطة الجأش. الامتلاء الزائد، الذي يغري بالرؤية ويعجل بالرغبة في تعرية المستور. لا يهم أن تكون من هنا أو من هناك! في البيولوجية النبوية، الامتلاء أو الاكتناز، دليل على عافية الجسد والقدرة على التحمل. الرجل قبل كل شيء.. هذا ما يشي به وقوفها هنا. الرجل الذي لا يتعمق في مثل هذه الاشارات، فليذهب إلى الجحيم. ويقول الرجل أيضا؛المرأة مثل الكأس الأولى، التي تفتح الشهية. هي وجبة تسبق كل الوجبات، بل الواجبات، وفي بلاغة أخرى المرأة الناجحة، هي التي تطيح بالرجل المناسب والرجل الناجح، هو الذي يطيح بالمرأة المناسبة في الوقت المناسب. لكن هناك أكثر من رجل وأكثر من امرأة. هناك رجال ورجال ونساء ونساء. هذا التعدد يعني الاختلاف في الرؤى، الاختلاف في قراءة الإشارات. ماهو مناسب لك غير مناسب لها. الرغبات مختلفة والطموحات أيضا!! الطوبيس تأخر بأكثر من ساعة، سمعت رجلا يقول ذلك.. ثلاثة أطفال، صاك هدية من إحدى شركات المشروبات الكحولية. طفل عليل، لونه أصفر فاتح، طفلان مشاغبان لا يمتثلان البتة، لنصائح المرأة فتلجأ المرأة، إلى لغة الأمهات الفاسدات. - أجي أذاك ولد ق.. فيما بعد سأتبين، أن الطفل العليل اسمه طه والحليق الرأس عمر والقميء يوسف. ثلاثة أطفال لا خيط رابطا بينهم. طه أشقر وعمر أسمر ويوسف لا هو بالأشقر ولا بالأسمر إنه نسخة من لون أمه، الذي يقترب من لون الأمازونيات . لا أحد يعلم، نحن التحتيين، لا نهتم كثيرا بأصولنا. كلنا عباد الله، كلنا أبناء الدرب الواحد، جميعنا ننتمي إلى جغرافية مترامية الأطراف. خطأ شائع خير من صواب مهجور. كلمات كثيرة، نلوكها ثم نبصقها، كما نبصق عشب مقدنوس. الحنان مستحيل في ظروفنا الراهنة. هو مجرد درس من دروس التربية الإسلامية الذي لا يعني شيئا أمام دروس الفيزياء والرياضيات. «كنتم خير أمة..» سألت المهدي: - هل أنت من البيضاء؟ - لا أحد من الدارالبيضاء! المهدي يعرف أسرارا، كثيرة عن المرأة. لكن الاحترام واجب، في مثل هذه المواقف. كانت بي رغبة شديدة، للانتقال إلى «الأحباس» من أجل الحصول على الكتاب الأخير، للمفكر عبد الله العروي، لكن بالرغم، تفتحت شهية الاستمرار في الحديث عن المرأة. - هي امرأة عملاقة تشقى من أجل أولئك الثلاثة قال المهدي. - كلنا نشقى من أجلهم قلت للمهدي. امرأة تشقى، أطفال، زوج يشقى، الطوبيس، عين السبع، خمس نجوم، المركب الثقافي محمد زفزاف، الدعارة الراقية، سيدي مومن، حانات مير السلطان، منطق لا طائل من ورائه. إنها ميتافيزيقا، تقع بين السماء والأرض، لا أحد قادر على إعراب هذه الجملة، ربما لا محل لها من الإعراب أصلا. بعد جهد جهيد ركن المهدي سيارته. - تبا لهذا الذباب! - عيب.. هؤلاء بشر قلت للمهدي. شغل هاتفه، لم يهتم لكلامي، نحن الآن أمام الباب الزجاجي لموروكو مول. الأغنياء لا يكتبون التاريخ والفقراء أيضا، لا وقت للحوار، التاريخ يكتب نفسه بنفسه. انتهى زمن «دروس في الفلسفة « زمن ثانوية عمر بن الخطاب حين كان مراقب الفلسفة البئيس، يتحدث عن مهارة التقويم وفي الليل، يشتري زجاجته ويفكر في زيارة مفاجئة للأستاذة البدينة، التي لم ترضخ لنزواته.! الحاجة تريد عصيرا، إسماعيل يتفرج على حركة الأسماك الصغيرة والكبيرة، لورا، سوسن، إبراهيم، محمود، عصماء، ليلى، كمال، المهدي.. داخل موروكو مول تتعدد الرغبات. ماذا يوجد داخل موروكو مول؟ قصيدة مكتوبة بأحرف من الضوء الأزرق و الأحمر، موروكو مول فضاء لقراءة الفصل الأول من رواية «حدثني الدرهم قال»، موروركو مول الممنوع من الصرف والحال والتمييز، موروكو مول الطريق إلى العسل، موروكو مول كرسي الاعتراف، إما البراءة أو الشنق، موروكو مول رغبات صغيرة لكنها لا نهائية، موروكو مول شعر مغربي، مكتوب بلغة أنكلو ساكسونية، موروكو مول بحث في ATOMISATION، موروكو مول رحلة إلى الغد، موروكو مول وهم الخيال المنتج لخيال الوهم. كانت الحاجة تبحث عن إسماعيل، كمال يبحث عن لورا، ليلى تبحث عن قهوة سوداء، إبراهيم يتحدث مع سوسن، عصماء تأكل كسكروطا.. قليلا من الصبر، نحن الآن بصدد إعداد خطاطة، لقراءة الجزء الثاني من كتاب «موروكو مول». أما الجزء الأول لم يكن يتطلب عناء القراءة، فقد كتب بأسلوب يقترب، من أسلوب السيرة. وفي انتظار القراءة النهائية للجزء الثاني تقبل مني أختي القارئة أخي القارئ أكثر من تحية. الدارالبيضاء: 15/10/2012.