اتجهت الأوساط العلمية مؤخراً إلى التعديل الوراثي كتقنية جديدة لحل الكثير من المشاكل، وعلى رأسها مكافحة الأمراض، وذلك للتقليل من استخدام المواد الكيماوية التي تعود على المريض بآثار جانبية ضارة، وقد استخدمت هذه التقنية على النباتات أيضا لزيادة إنتاجها وملائمتها للنمو في في ظروف مناخية صعبة . وعقب الارتفاع الرهيب الذي يشهده سوق الحبوب على مستوى العالم نتيجة قلة الإنتاج العالمي من الغلال من ناحية، واستخدام الحبوب في إنتاج الوقود الحيوي من ناحية أخرى، كان على العلماء أن يتجهوا إلى الهندسة الوراثية لاستخدامها كسلاح جديد يواجه الفقر الغذائي خاصة في الدول النامية، حيث توصل عالم نبات في جزيرة صقلية الإيطالية إلى تطوير أول شجرة طماطم وباذنجان، وذلك كأحد الحلول للمجاعة المنتشرة في العالم. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” أن سورفيور جيسيبي مارينو توصل إلي تطوير هذه الشجرة عبر تطعيم نبتة متسلقة قد يصل طولها إلي خمسة أمتار، من أميركا الوسطي بأنسجة من نبتتي طماطم وباذنجان. وأوضح مارينو أن النبتة المتسلقة تقاوم المرض في ظروف صعبة للغاية وتحتاج إلي القليل من الماء، مضيفاً أن الاختراع قد يساعد مجموعة الثماني علي حل مشكلة المجاعة في العالم. وأشار مارينو – الذي سبق وأن طور نبتة شمام عملاقة- إلى أنه يمكن زراعة شجيرة الطماطم والباذنجان في أي مكان من العالم، فهي لا تحتاج سوي إلي التشذيب في الشتاء وهي تحمل ثمرات الطماطم والباذنجان من أبريل حتي سبتمبر أو اكتوبر”. وطور مجموعة من الباحثين اليابانيين من قبل نوعا جديدا من الأرز يقاوم الجفاف، قد يساعد دول أفريقية على زيادة الإنتاج الغذائي. وقام مركز اليابان الدولي لأبحات علوم الزراعة بدراسة طرق لإضافة جينات “دي ار اي بي” لأنواع من الأرز لتحسين قدرتها على التأقلم مع الجفاف، كما يخطط المركز أيضا لتحسين نوع من الأرز طُوّر خصيصا لملائمة البيئة الأفريقية ويعرف باسم أرز نيريكا. ويشير مركز الأبحاث إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء أصبح مشكلة خطيرة وأن المركز سيحاول تطوير أنواع تستطيع تحمل الحرارة المرتفعة من أجل زيادة الإنتاج الغذائي في أفريقيا، حيث أدى الجوع والفقر إلى وقوع أحداث شغب. الطماطم.. وأشكال التعديل الوراثي أجرى العلماء مجموعة من أشكال التعديل الوراثي على الطماطم، فقد نجح باحثون متخصصون من مركز نيوي يار الفرنسي في إنتاج طماطم معدلة وراثياً برائحة الورد والليمون. وأشار الباحثون إلى أن هذه الطماطم المعدلة وراثياً تشبه في رائحتها الورد و”الليمون”، ويغلب عليها اللون الزهري، حيث تحتوي علي خمسين بالمئة أقل من مادة “الليكوبين” وهي مادة مضادة للأكسدة ، وهي التي تعطي اللون الأحمر لهذه الثمرة. من جهة أخرى، نجح علماء أمريكيون فى استنساخ جين يدعى “صن” “شمس” يمكنه التحكم بشكل الطماطم وربما غيرها من الخضار والفاكهة. وأشار الباحثون فى جامعة أوهايو الأمريكية، إلى أن إنجازهم هذا قد يساعد فى فك التعقيدات الجينية المتعلقة باختلاف الشكل بين الفاكهة والخضار المأكولة بالإضافة إلى نمو النباتات. وأوضحت البروفيسور إيستر فان دير كناب المسئولة عن الدراسة التى مولتها مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، أنه على الرغم من أن للطماطم أشكال متعددة فقليلة هى المعلومات المتوفرة عن الأساس الجينى لهذه التغيرات. وأضافت كناب: “نحن نحاول أن نفهم أى نوع من الجينات تسبب بكبر حجم الفاكهة وتغير شكلها، وما أن نعرف كل الجينات المعنية سنتمكن من فهم كيفية تغير شكل الطماطم ونستوعب بالتالى ما يسيطر على شكل المحاصيل الأخرى المختلفة مثل الفلفل والخيار وما تبقى من فواكه”. وفي نفس السياق، أكد باحثون كوريون جنوبيون أن الطماطم قد تكون عنصراً أساسياً فى لقاح مأخوذ من الأعشاب يستخدم لعلاج الزهايمر. وأشار هيونسون كيم من معهد “الأبحاث الكورية فى مجال التكنولوجيا والعلوم البيولوجية” فى كوريا الجنوبية، إلى أنه من الممكن تناول الطماطم من دون تسخينها مما يقلص خطر تدمير قدرة التحفيز المناعى فى بروتين يضاف إليها. وقام الباحثون بإدخال جين “بيتا أميلويد” وهو نوع من البروتين النسيجى السام وغير المتحلل، الذى يرجح أن تكدسه هو وراء مرض الزهايمر، فى مجموعة العوامل الوراثية فى البندورة وراقبوا ردة الفعل المناعية عند إدخال البندورة المعدلة إلى جسم مجموعة من الفئران التى تبلغ من العمر 15 شهراً. يذكر أن الباحثين عمدوا إلى زيادة مناعة الفئران من خلال إطعامها بعضاً من نبتة البندورة المعدلة جينياً مرة طوال 3 أسابيع.