اختتمت الجمعية المغربية لدراسة الأعشاب الضارة أشغال مؤتمرها الخامس يوم الخميس 7 مارس 2002، برحاب معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، حضره مجموعة من الباحثين والفعاليات والمهتمين منهم رئيس هيئة العشابة بالمغرب الدكتور عادل سعيد. الجلسة التي افتتحت بمدارسة الأبحاث والدراسات اختتمت بانتخاب المكتب الجديد للجمعية والجديد فيها الإعلان عن الدليل الأخضر. يذكر أن الجمعية أسست سنة 1981 فبالإضافة إلى عقد المؤتمرات تقوم بأنشطة قطاعية من أيام دراسية حول معضلات الأعشاب الضارة الزيتية والطفيلية.. واستدعاء باحثين من خارج الوطن. فالجمعية لها طموحات يقف الحاجز المادي أمام تحقيقها، وعن سؤال ل "التجديد" عما إذا كانت تستفيد الجمعية من دعم مالي للوزارة الوصية، أجاب السيد محمد بوهاش بأن وزارة الفلاحة لا تدعم هذه الجمعية التي تتأرجح بين تحديات البحث العلمي وضعف الإمكانات المادية. فمتى تقدم وزاررة الفلاحة على على تشجيع البحث العلمي وإنقاذ المحاصيل الزراعية؟ يأتي هذا المؤتمر رغم أن الظروف غير مواتية، خاصة مع هيمنة الجفاف باستثناء أمطار الخير التي نتفاءل بها مؤخرا. هذا ماأكده رئيس الجمعية الدكتور محمد بوهاش أستاذ بالمعهد المحتضن للمؤتمر، كما تقدم بعرض حول عشبة الحميضة، فالفلاحون يقول الدكتور بوهاش بالرباط والصخيرات وتمارة يشتكون من كون الحبوب تتأثر بتواجد هذه العشبة. وأجابت البحوث عن تساؤل مفاده هل العشبة تأخذ من مواد الأرض، أم تأخذ الماء، أم أن هناك طرقا أخرى للمنافسة؟ وتبين أن عصارة هذه العشبة لها قدرة على تثبيط وتقليل قدرة النمو للحبوب. وبالتالي يمكن استخراج مبيدات جديدة للمكافحة. وعن سؤال ل "التجديد" عن المقاييس المعتمدة في تصنيف الأعشاب الضارة عن غيرها، أجاب الدكتور بوهاش: "نحن كتقنيين في الميدان الزراعي، نعتبر أن الأعشاب الضارة بالنسبة لنا هي كل عشبة غير مرغوب فيها في المكان الذي تتواجد به فهي ضارة. والعشبة الضارة سميت بذلك؛ لأنها تنافس المزروعات ويمكنها أن تسمم الحيوانات وأحيانا حتى الإنسان، مثل ما يسمى بحمى القش (lallergie) الناتجة عن بعض الأعشاب الضارة". سألنا الدكتور بوهاش عن علاقتهم ببائعي الأعشاب الطبية فأجاب "أن العلاقة محدودة فقط فيما يخص التصنيف، و»هنا لوحظ تطور في المجال غير أن هناك بعض العشابين الذين يحترمون القانون بينما هناك عشابون فولكلوريون". وتناول عبد الغني عامر مهندس دولة (مصلحة المحافظة على النباتات) في مداخلته الشويكة الصفراء المعروفة في مناطق تادلة التي بدأت بالانتشار في المغرب وأصبحت أكثر ضررا للزراعة المغربية، والتي يصل عمقها في الأرض إلى 10 سنتمترات، وتعتبر الأكثر دراسة في المغرب، والإشراف من طرف المهندس عامر عبد الغني والمهندس بالمعهد الوطني للبحث الزراعي السيد يحيى باي وأستاذ بكلية العلوم التقنية ببني ملال وطالبتين من نفس الكلية. كما تحدث عبد الحميد هامل المهندس الباحث بمنطقة سايس ورئيس مختبر الأعشاب الضارة عن "البهمة" في منطقة سايس التي تضر بالقمح وقد تصل نسبة المنتوجات المتضررة إلى 65%. وكان الهدف من البحث هو كيفية محاربة هذه العشبة التي يوجد منها خمسة أنواع تختلف من منطقة إلى أخرى من ناحية الكثافة والضرر، وقد تعمر أكثر من خمس سنوات، من بين أسبابها عدم إبدال المنتوج الزراعي من سنة إلى أخرى. وتطرق الأستاذ عبد القادر الطالب بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في مداخلتين تمحورت أولاهما حول "فيربيزيما" العشبة الضارة المتواجدة بأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى ونواحي أخري من العالم كالشرق الأوسط. وهي من المركبات وتشبه نوار الشمس، دخلت منطقة أكادير منذ خمس سنوات. يقول عبد القادر الطالب: "قمنا بتجارب عليها أكدت أن كل فرد منها ينتج مائة ألف بذرة خفيفة تنتقل من منطقة إلى أخرى، وهذه أول دراسة عليها ونتمني من الله أن نقوم بدراسات للمحاربة". وتطرق في مداخلته الثانية إلى برنامج للتعرف على الأعشاب الضارة ملون في قرص C D ROM سمي بالدليل الأخضر ويقوم بتعريف 300 عشبة بالصور الملونة من البذرة إلى العشبة بالأزهار، وكل عشبة لها ورقة تعريفية عن ماهيتها وكيفية عيشها وتوزيعها. ويمكن للمهتمين الاستفادة من البرنامج بعد خمسة أشهر بإذن الله. وبعد المناقشة والإجابة على الاستفسارات وخصوصا تطمين الفلاحين الذين حضروا من الغرب حول استعمال المبيدات بالمنطقة وخوفهم من مباغثة الأعشاب الضارة. تمت قراءة التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما بالإجماع تم انتخاب المكتب الجديد للجمعية برئاسة الدكتور محمد بوهاش. ومن توصيات المؤتمرين توسيع مجالات ووسائل الدعم المالي للجمعية الذي ما زال يقتصر على اشتراكات الأعضاء وبعض الساعين إلى إشهار بعض المبيدات. حبيبة أوغانيم