اختتمت يوم الجمعة بالصويرة أشغال المؤتمر الدولي المختلط تحت شعار «علم التسمم المتوسطي: تنوع وخصوصية»،الذي عرف مشاركة باحثين كبار وخبراء من جنسيات مختلفة. و هدف هذا الملتقى، المنظم من طرف الجمعية المغربية لعلم التسممات السريرية والمخبرية بشراكة مع الشركات الفرنسية لعلم التسمم المخبري والسريري، إلى تشجيع تبادل وتقاسم التجارب في مجال هذا العلم وإطلاع الأوساط العلمية الدولية على مدى تقدم الأبحاث بهذا الخصوص، إلى جانب توفير تكوين ذي مستوى عال عبر عرض الإنجازات الحديثة أمام المشاركين. وأشارت رئيسة الجمعية المغربية لعلم التسممات السريرية والمخبرية السيدة رشيدة السليماني بنشيخ، خلال الجلسة االفتتاحية للملتقى التي عرفت حضور عامل إقليمالصويرة السيد عبد السلام بيكرات، إلى أن هذا المؤتمر، الذي يضم 200 مشاركا يمثلون عشرات البلدان المحيطة بالمتوسط، يكتسي «أهمية كبرى إذ أنه سيمكننا من تبادل معارفنا حول دراسة السموم والإجراءات المخبرية». ويأتي تنظيم هذه التظاهرة العلمية ذات الانعكاسات السوسيواقتصادية والثقافية الهامة, حسب المنظمين, انسجاما مع استراتيجية التلاقي بين الباحثين المختصين في مجال البحث وتطوير علم التسمم المتوسطي. كما يعتبر المنظمون أن هذا الميدان يكتسب أكثر فأكثر بعدا دوليا هاما بالنظر للعدد الهام للسموم الضارة والباحثين المنخرطين في هذا الميدان. وأضافت اللجنة التنظيمية أنه في المغرب، كما في المحيط المتوسطي، بدأ علم التسمم يأخذ طابعا عصريا، كما أن السموم المدروسة تعرف تغيرا مستمرا، مشيرة إلى أن علم التسمم يقدم نفسه كعلم ذي مقاربات منهجية متعددة الاختصاصات وله طابع اجتماعي ووقائي، ينشط فيه كل من الطبيب السريري والمحلل والعالم. وتوخت اللجان المنظمة والعلمية، من خلال هذا المؤتمر، إحداث منتدى لتبادل الخبرات والنقاش بين الفاعلين، بشكل مباشر أو غير مباشر، المنخرطين في تدبير التسممات (الأطباء السريريون والمحللون والأطباء الشرعيون والباحثون) قصد تحسين علاج المرضى المصابين بالتسمم. و ضم المؤتمر باحثين ذائعي الصيت دوليا ينحدرون من مختلف البلدان (الجزائر وألمانيا والمملكة العربية السعودية وبلجيكا وكندا وفرنسا ومصر والمغرب وروسيا والسنغال وسويسرا وتونس) شاركوا في تقديم7 ندوات مفتوحة و186 مداخلة علمية. كما شارك في المؤتمر طلبة باحثون، يمثلون قاعدة الهرم التي من شأنها الرفع من أهمية هذا الميدان المرشح للمزيد من التطور في هذا القرن، لحضور النقاشات المثارة بهذه المناسبة ومن بينها «التسمم بالمبيدات الحشرية» و«النباتات السامة» و«التسمم باللدغات». وتنشط الجمعية المغربية لعلم التسممات السريرية والمخبرية، المحدثة سنة2003 ، في مجال تطوير علم السموم من خلال التعاون مع الهيئات المماثلة والوقاية من الخطر التسممي والبيئي بتنسيق مع باقي الشركاء، وتشجيع التبادل بين الأطباء السريريين والمحللين إلى جانب المشاركة الفعالة في مسلسل إحداث إطار منظم ملائم حول الوقاية من خطر التسمم.