على إثر نشر القانون رقم 32-00 المغير والمتم للقانون رقم 42-95 المتعلق بمراقبة وتنظيم تجارة المبيدات المخصصة للاستعمال الفلاحي، بالجريدة الرسمية عدد 4980 بتاريخ 21 فبراير 2002 نطرح عدة أسئلة حول الدور التي يجب أن تقوم به الدولة لتطبيق مقتضيات هذا القانون والتدابير التي تتخذها لحماية البيئة وصحة المستهلك من استعمال المبيدات أو استيراد بعض المواد التي تم منعها في الدول الصناعية نظرا لخطورتها العالية، ونعرض فيما يلي لبعض الأخطار الصحية والبيئية للمبيدات وكذا الاحتياطات التي يجب اتخاذها لتفادي هاته الأخطار. فعلاج الحيوانات من الأمراض التي تسببها أو تنقلها الحشرات مثل الجرب والذبابة الحلزونية للتدويد والطفيليات الدموية يتم باستعمال المبيدات الحشرية للتخلص من هذه الأمراض ومنع انتشارها، وقد يسبب هذا الاستعمال المواد الغير المرخصة أو الإفراط في استعمال المواد المرخصة وعدم احترام القواعد اللازمة للحماية، وتعود معظم هذه المشاكل إلى الجهل بضوابط الاحتياط وسوء الإدارة في الاستعمال. كما أن تكثيف الإنتاج الزراعي خصوصا الخضراوات المنتجة تحت البيوت البلاستيكية تتطلب علاجات دورية ومستمرة لمحاربة الحشرات والأعشاب الضارة، وغالبا ما تستعمل هذه المواد بطريقة عشوائية دون احترام فترة الاستعمال أو الكمية الدنيا المسموح استعمالها أو التخلي عن الاستعمال لفترة محددة قبل الإنتاج والتسويق لتفادي وجود بقايا هذه المبيدات، فهل قامت السلطات المعنية بوزارة الفلاحة بتحري ودراسة ميدانية للتعرف على هذه المشاكل؟ فنشر القانونين ليس كافيا إذا لم تكن هناك مراقبة وتحاليل لاتخاذ التدابير لحماية البيئة وكذا صحة المستهلك؟ إن استخدام المبيدات الحشرية يؤدي إلى آثار صحية سلبية في الحيوان والإنسان فضلا عن المخاطر البيئية، ويلعب العلاج العشوائي من قبل مربي الحيوان، أو من قبل المنتج الفلاحي وبدون الإشراف البيطري أو التقني، دورا مهما في زيادة هذه المخاطر. وتدخل المبيدات إلى الجسم عن طريق الجلد والجهاز التنفسي أو عن طريق الفم. وحسب خبراء لمنظمة الصحة العالمية فإن نصف حالات التسمم الحاد والناتج من استعمال المبيدات الحشرية يعود إلى المركبات الفسفورية العضوية، بحيث أن بقايا قليلة جدا من هذه المبيدات الحشرية في المنتجات الحيوانية (حليب، لحوم...) أو في النباتات والخضراوات تكفي لإحداث بعض حالات الحساسية الكيماوية في الإنسان الذي يستهلك هذه المنتوجات، وتكمن خطورة هذه المواد الكيميائية في أنها لا تزال بمطهرات أو بواسطة الحرارة (الطهي). كما أن التناول المستمر والدائم لمواد غذائية تحتوي على بقايا من هذه المواد يؤدي إلى ظهور حالات السرطان، وهنا نتساءل هل ارتفاع حالات هذا المرض له علاقة بتلوث موادنا الغذائية وبيأتنا بمثل هذه المواد وغيرها؟ إن لمبيدات الحشرات مخاطر بيئية كثيرة تنجم عن تلوث الجو والمياه والنباتات ومن ثم التأثير على صحة الإنسان. ولمنع الآثار السلبية لمبيدات الحشرات، يجب اتباع الأساليب الصحيحة في علاج الحيوانات أو معالجة النباتات وذلك بتتبع تعليمات الشركات المنتجة وتحت الإشراف التقني للطبيب البيطري أو المهندس الزراعي أو مساعديهما مع الأخذ التام بإجراءات الوقاية الصحية والبيئية. كما يجب إبلاغ السلطات المختصة عن أية تأثيرات صحية أو بيئية تظهر من جراء استخدام المبيدات. كما يجب التأكيد على غسل كل الخضراوات عدة مرات قبل استعمالها وإزالة قشرتها للتخفيف من بقايا المبيدات إذا ما كانت موجودة بها. حميد لشهب