لا يأبه أهل الميدان في ميناء بني انصار لكارثة التلوث التي تغزوه يوما بعد أخر، و هذا ما رشح على الأقل من نتائج وخيمة قد تؤثر بشكل كبير على المخزون السمكي بذات الميناء، في مقابل هذا الكلام لا ينفي آخرون تأثيرات أخرى لتلوث من نوع آخر ناتج عن مخلفات السفن التي تصرف سمومها في الميناء دون حسيب ولا رقيب. ويرى سعيد الرايس وهو فاعل جمعوي في لقاء له بموقع أريفينو ان المشكلة التي تقض هاجس صيادي بني انصار هي حجم الملوثات الصلبة في قعر البحر ما جعل الميناء يكاد يستنزف خزينه من امهات الاسماك وما ينتج عن ذلك من شح في الانتاج، حيث يقول نواجه مشاكل أثناء الصيد وتعلق في شباكنا مخلفات بلاستيكية، والمعروف أنها غير قابلة للتحلل. والمعروف أيضاً ومن خلال تجربتنا يضيف أن المخلفات المنتشرة في البحر تعوق حركة الأسماك والكائنات البحرية الأخرى فتهلك فيها، إضافة إلى التأثيرات المباشرة لهذه المخلفات البلاستيكية على محركات قواربنا . عدا تتشويهها للمنظر العام للبيئة البحرية السطحية والقاعية. ويؤكد أن هناك العديد من المصادر التي تتسبب في تلوث قاع البحر بالمخلفات الصلبة في ميناء بني انصار، منها المخلفات التي تلقى في المياه فتترسب في قاع البحر مع الزمن. ومنها أيضاً المخلفات التي يلقيها الصيادون والمنظفون بشكل عام، والمخلفات التي تلقيها البواخر أثناء وجودها في البحر. كالخيوط والحبال من القماش،والعبوات الزجاجية والبلاستكية، والأحذية، قدور الطبخ، أكياس بلاستك وأكياس الخيش، صناديق خشبية وألواح، أكياس طحين وزيوت وغيرها. كل هذه المخلفات تؤثر في جيل الامهات التي تهاجر لوضع بيوضها فلا تجد ملاذاً آمناً لها فإما تهلك وإما لا تعود. ويلاحظ سعيد أن هناك مخلفات من الخشب لكن ضررها ليس كبيراً على الثروة السمكية بقدر ما تلحق أضرار بالشبك والقوارب لأنها تطفو على السطح وتحركها التيارات المائية والأمواج . من جانب ذات صلة يرى أخرون أن هنا أهمية قصوى في إجراء دراسات وتكليف غطاسين للغوص وتحديد مواقع التلوث وانتشار الملوثات والعمل لانتشالها، وهذه أمور مكلفة لكنهم يحذرون من الاثار السلبية على البيئة البحرية والثروة السمكية في ميناء بني انصار فيما لو بقيت الأمور على حالها، حيث يستخدم كل منا والبحر مكانا لرمي كل شيء دون رادع ووازع.