نظمت جمعية الأنوار لإعادة بناء مسجد مولاي إدريس بتنسيق مع جمعية النور للتنمية الثقافية والإجتماعية بفرخانة عصر يومه الجمعة 21 دجنبر 2012 ندوة حول الأهمية الدينية والتاريخية لمسجد مولاي إدريس بفرخانة، وذلك بمناسبة الإنطلاقة الرسمية لأشغال إعادة بنائه، وقد أطر هذه الندوة المهمة كل من السيد رئيس المجلس العلمي المحلي للناظور، والسيد مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالناظور، الدكتور عبد الله كموني الذي قدّم مداخلة الأستاذ حسن الفكيكي، التي أرسلها إلى الجمعية بطلب من رئيسها، بعد أن تعذر عليه الحضور لأسباب صحية. كما أغنى الندوة مجموعة من الأساتذة الباحثين في تاريخ المنطقة بمداخلات قيمة. وفي كلمته أكد الأستاذ عبد الوهاب بنعلي رئيس جمعية الأنوار أن هذه الندوة جاءت لتسليط الأضواء على أهمية المسجد في الاسلام بشكل عام وأهمية هذا المسجد المراد إعادة بنائه بشكل خاص، الذي يعتبر معلمة دينية وتاريخية شامخة في جماعة فرخانة، التي كانت قبلة للمجاهدين وحملة القران الكريم وطلاب العلوم الشرعية، حيث عُرف هذا المسجد التاريخي بمعهده الدّيني الذي تخرّج منه أفواج من الطلبة الحافظين لكتاب اللّه والفقهاء في العلوم الشرعية، كما عُرف بمكتبته التي كانت تحتوي على مخطوطات نادرة وكتب مهمّة فُقدت في مرحلة الاستعمار الاسبّاني للمنطقة بغرض طمس هوّية أهل هذه المنطقة المرابطة وتاريخهم الحقيقي. وقد ذكر السيد بنعلي أن هذا المسجد بني – حسب بعض الروايات التاريخية – في بداية القرن السادس عشر للميلاد، وأعيد اصلاحه في مراحل تاريخية عدة، وفتحت أبواب المعهد الديني في وجه طلبة العلم سنة 1933 م، وكانوا بعد حفظهم لكتاب الله تعالى وتمكّنهم من قواعد اللغة العربية والمبادئ الأساسية للعلوم الشرعية ينتقلون الى المعهد العالي بتطوان وجامع القرويين بفاس لاستكمال مسيرتهم العلمية. مضيفا أنه اليوم بعدما أغلقت أبوابه في وجه روّاده مخافة أن يتهاوى عليهم بسبب تقادم جدرانه وتاكل سقفه، التأم مجموعة من المحسنين الغيورين على منطقتهم و فكّروا في اعادة بناءه، سيرا على ما جرت به العادة في اعادة بناء المساجد العتيقة في مملكتنا الشريفة، وأسّسوا جمعية تسهر على اعادة بنائه وفتح أبوابه في وجه المصلّين والرّاغبين في حفظ كتاب الله، وذلك حفاظا على مكانته الدينية كمسجد ومدرسة، وقيمته التاريخية كمعلمة شاهدة على فترة مهمّة من تاريخ هذه المنطقة المقاومة. ولم يفت رئيس الجمعية أن يذكر بأن فكرة إعادة بناء هذا المسجد راودت بعض المحسنين الذين أسسوا سنة 2008 “جمعية المحسنين للأعمال الاجتماعية” وكان على رأسها الحاج محمد الطاهري، لكن بعض الاجراءات الادارية المعقدة حالت دون حصول الجمعية السالفة الذكر على رخصة لإعادة البناء، وبعد أزيد من سنة من ذلك – يضيف الأستاذ بنعلي – تسلّم ثلة من الشباب مشعل الجمعية لإستكمال مسيرة البحث عن حل لإعادة بناء مسجد مولاي ادريس فعقدوا جمعا عاما استثنائيا للجمعية لتجديد مكتبها وتغيير اسمها الى “جمعية النور للتنمية الثقافية والاجتماعية” وشاء الله تعالى بعد ذلك في فترة لاحقة أن تتفرع عن هذه الجمعية الفتية جمعية الأنوار لاعادة بناء مسجد مولاي ادريس- يضيف المتحدث ذاته – وذلك بتاريخ (01 مارس 2012) من قبل نخبة من أهل فرخانة بغرض السهر على توسيعه وتهيئة مرافقه، والمحافظة على النمط المعماري الأصيل للمعلمة وتثمين موروثها التاريخي، واعادة الاشعاع الديني والثقافي للمنطقة، وفعلا تمكنت الجمعية من الحصول على رخصة اعادة البناء من قبل السيد المحترم عامل صاحب الجلالة على هذا الاقليم العزيز بتاريخ 01 أكتوبر 2012. أما الأستاذ ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي المحلي، والأستاذ أحمد بلحاج مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالناظور فقد أكدا بدورهما على المكانة الدينية والأهمية التاريخية لهذا المسجد الذي كان يضم معهدا دينيا خرّج ثلة من علماء هذه المنطقة الذين نذروا حياتهم للدفاع عن الثوابت الدينية للأمة و تدريس أبناء المنطقة وتربيتهم على التعاون على البر والتقوى، وذكّروا بالمناسبة ذاتها بالأهمية التي يوليها عاهل البلاد الملك محمد السادس للمساجد في جميع ربوع المملكة، كما لم يفت السيد االمندوب أن يشير الى أن الأشغال تجري على قدم وساق في هذه الأيام بين مندوبية الشؤون الإسلامية والمجلس العلمي وبعض الجمعيات الساهرة على بناء بيوت الله في اقليمالناظور من أجل استكمال بناء حوالي ثلاثين مسجدا توجد طور البناء. كما وجّه السيد رئيس المجلس العلمي دعوة بهذه المناسبة للخطباء والفاعلين الدينيين والجمعويين بالمنطقة من أجل التكتّل للمساهمة بكثافة من أجل اعادة بناء هذه المعلمة التاريخية بفرخانة التي كانت قبلة لأهل العلم. أما كلمة الأستاذ السابق بالمدرسة المولوية والباحث في مديرية الوثائق الملكية الأستاذ حسن الفكيكي، فممّا جاء فيها – قبل إعطاء نبذة تاريخية عن مسجد مولا ادريس – ما يلي:” لم يسعني بعد الاطلاع على قيادة جمعية الأنوارلإعادة بناء مسجد مولاي إدريس للعمل الإحساني، الفريد من نوعه، والصالح ليكون القدوة للغير، سوى أن أشاركها الفرحة والمسرة بتقديم نبذة تاريخية، تخص ما نعرفه إلى الوقت الراهن عنه، وذلك تلبية لروح الإحسان والسعي المحمود المثاب من الله تبارك وتعالى، ولما يشكله الحدث من دلائل المواطنة الحقة وشواهد الوعي الصحيح وحج الحفاظ على تراثنا الديني والثقافي لخدمة تاريخ هذا الجزء الغالي من ترابنا الوطني، الخدمة الصحيحة التي ستزيد من نمائه والرفع من شأنه ورجاله وشبابه العاملين. وإذا كانت هذه المبادرة هي الأولى، فإننا نرجو أن يتلوها وميض آخر مقتبس من مشاعل الأنوار التي يحتفظ بها رصيد الجمعية. بداية موفقة، وعمل ميسر بعون الله تعالى وبخالص النيات وإرادة الجميع. وفي ختام الندوة التي أختتمها السيد رئيس المجلس العلمي بالدعاء الصالح، التف الجميع حول مائدة الشاي التي أقيمت على شرف الحضور بهذه المناسبة. ملاحظة: لمن يريد المساهمة في إعادة بناء هذا المسجد والمعهد ما عليه الاّ أن يتصل بأحد أعضاء الجمعية الذين تظهر أرقامهم الهاتفية في الورقة التعريفية أسفله، أو إيداع مساهماتهم المادية في الحساب البنكي الذي يظهر في أسفل الورقة ذاتها، والله لا يضيع أجر المحسنين.