أكدت صجيفة الشروق الجزائرية في عددها ليوم أمس الجمعة أن مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية وهران قد تمكنت نهاية الأسبوع الماضي من توقيف أحد أخطر منظمي رحلات الهجرة السرية باتجاه السواحل الاسبانية المدعو في الأوساط البحرية ” بولحية ” بناء على معلومات وفرتها عائلات ” الحراڤة ” من مستغانمووهران بخصوص مصير 31 ” حراڤا ” تضاربت الأنباء بشأن احتمال موتهم غرقا مثلما تداولته ” الشروق ” في عدد سابق . وكان هؤلاء “الحراڤة” قد انطلقوا على متن قاربين مطاطيين بتاريخ 13 أفريل الماضي من أحد شواطئ الجهة الشرقية بولاية وهران، بعدما دفع المرشحون للهجرة غير الشرعية حوالي 14 مليون سنتيم عن كل شاب لمنظمي رحلة الموت، في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر الشروق عن وجود 17 جثة بمستشفى مدينة الناظور المغربية تم العثور عليها قبل أسبوع فضلا عن وجود مجموعة من ” الحراڤة “ الناجين بمركز الحجز بمدينة الخزيرات. وفي السياق ذاته، كشفت مصادر عائلية من مدينة مستغانم لها صلة باختفاء أبنائها، ويتعلق الأمر بكل من مراد بوسعيد 24 عاما ونمير فيصل البالغ من العمر 25 عاما، حيث سبق وأن سجلت العائلتان اللتان تقطنان بمدينة سيدي علي شرقي مستغانم، التحاق الشابين منذ 12 أبريل الماضي بفوج من الحراڤة يضم 30 شابا ينحدر معظمهم من أحياء مدينة وهران في سياق اتصالات وترتيبات جرت بين الشباب قصد التنسيق بينهم لتنظيم رحلة سرية باتجاه السواحل الاسبانية . كما كشفت والدة الشاب مراد بوسعيد ل “الشروق” أنّ أفراد عائلتها تمكنوا من جمع معلومات جد هامة طيلة مسار البحث الذي باشرته العائلة منذ اختفاء ابنها، الذي غادر المسكن العائلي بمدينة سيدي علي رفقة أحد أصدقائه يوم 12 أفريل الماضي على متن سيارة من نوع بيجو 206، تم استئجارها بغرض التنقل إلى مدينة وهران، حيث تمكنوا من تحديد هوية السائق الذي نفذ المهمة، علما أن هذا الأخير يخضع منذ أول أمس إلى التحقيق على مستوى مصالح الشرطة القضائية لأمن دائرة سيدي علي شرق ولاية مستغانم. وتشير محدثتنا أن عملية البحث التي أجراها أفراد العائلة شملت مراكز الحجز الاسبانية على غرار مراكز متواجدة بمدن مورسيا وأليكانت وسراڤوسا وبرشلونة، فضلا عن بعض المستشفيات الإسبانية، غير أن تأكيدات رجال الأمن الأسبان نفت عملية توقيف الحراڤة الجزائريين خلال الفترة الممتدة من شهر مارس إلى أفريل. وبالمقابل، كشف مسؤولو مراكز الحجز للمدن الإسبانية سالفة الذكر عن توقيف 5 نساء حوامل من جنسيات افريقية. هذا وقد توصلت ذات العائلة مؤخرا إلى معلومات من خلال اتصالات مع السلطات الأمنية والاستشفائية المغربية، وأكدها حراڤة جزائريون يتواجدون رهن الاعتقال بسجن مغربي، تفيد أن البحرية المغربية تمكنت من العثور قبل أسبوع على 17 جثة في حالة متقدمة من التعفن على مستوى السواحل الشرقية للمملكة وتحديدا بمدينة الناظور، حيث تمكنوا من تحديد هويتهم بعد اكتشاف بطاقة هوية لدى أحد “الحراڤة” الذي كان يرتدي لباسا رياضيا وينحدر من مدينة وهران . هذا وكشفت تصريحات ” الحراڤة “ الناجين أن منظم الرحلة المدعو ” بولحية “ الذي يملك مسكنا بأحد شواطئ الجهة الشرقية إلى جانب شخص ثانٍ تكفل بدوره بنقل فوج يضم 14 شخصا، طلب من الحراڤة الذين كانوا على متن القارب المطاطي وعددهم 17، بأن يكملوا المسافة المتبقية التي تفصلهم عن الشاطئ عن طريق السباحة، الأمر الذي عجل بوقوع المأساة.