لم يكن من السهل السكوت على ما ارتكبه خالد يشو * izri* من إثارات، بعد إصداره للالبوم الرابع المتضمن لجزأين, والذي اختار له اسمولم يكن من الممكن أبدا الركون إلى السلبية، والتلقي الخالي من الانفعالات بعد ان يسمع/ يستمتع المرء بكل الأغاني المتضمنة بالألبوم. Taqssist . كذلك وجدتني أقرب إلى الذهول في كل مرة يقدر لي أن أستسلم لسطوة الموسيقى، وكذلك كان، فلم أستطع أن أعكر صفو التلقائية التي تعصف بها بالهرولة للكتابة عنها لم يكن الوقت مناسبا لفعل ذلك. فالأمر يتطلب في مثل هذه المواقف استمتاعا اكبر، بشكل يجعلك تكتشف مواقف ولحظات الإثارة دون أن تستعد لذلك بنباهة الناقد، ودون أن تقصد البحث والتقصي بين الروعة والروعة عن شيء أروع، لتوهم نفسك في الأخير أنك تجيد قراءة موسيقاه كما أراد و يريد لك هو أن تفعل. الأمر كان يتطلب تواتر الخواطر بشكل تلقائي غير مستفز. لان الاستفزاز يتقنه فقط izri وشعراؤه الغاوون. وبذلك تساءلت كثيرا: من يبحث عن من ؟ هل للأمر علاقة بتخاطر يجيده عمر بومزوغ/ فاضما الورياشي / خالد اليندوزي / نجيب اياو من جهة وخالد يشو من جهة أخرى ؟ أم أن الإبداع في ارتباطه بالهوية و القضية، هو نقطة تماس بين هؤلاء، بشكل يسهل عملية التبني المتبادل؟ هل استطاع izri =خالد ان يجد izri= القصيدة الذي ضل يبحث عنه قرابة عقد من الزمن ؟) قصيدة a y izri-nu (التي تضمنها البومه الثاني بالنيابة عنه ودون أن استأذنه، اتجرأ بالقول انه فعلا قد حصل ما كان خالد يريده. فنضج العملية الإبداعية لديه ولدى شعراءه فرض تناسقات يصعب فصل حدودها، حتى ولو تطلب الأمر التسلح بأدوات النقد وإعادة القراءات. إنها الضرورة التي فرضها، بشكل مواز، الوعي بالذات. إنها أيضا إصرار من الطرفين على تطوير أساليب الإبداع، حتى يحصل التجانس الذي كان مفقودا إلى حين. فها هنا وبعد ان تساءل سنة 1989 في أغنية a y izri-nu )الألبوم الثاني( عن سر هروب القصيدة وإحساسها بالغربة والاغتراب الذاتيينتجيبه فاضما في taqessist ) الألبوم الرابع( بشكل يسلم بعودتها إلى التجذر مقابل الإحساس من الطرف الأخر ) الامازيغوفوبيون( بخطوة الموقف. di tmurt nnes وتصبح القصيدة، بعد أن كانت مجرد ملهاة idendunen، تصبح مثير القضية ومحورها و بالمقابل أيضا صور الاستجابة الايجابية لنضالات الحركة الثقافية الامازيغية دعونا اذن نمارس تعسفنا غير المقصود وليعذرنا المنتظرون منه. لابد أن نسجل إدخال خالد izri، ولأول مرة، للناي بشكل مصاحب للأداء بالقيثارة والإيقاع والاورك في بعض الأحيان. ولابد أن ننوه جدا بالطريقة التي أدمجت بها داخل نسق موسيقي متناسق. خاصة وأنه اختار جيدا اللحظات الشاعرية ) الشعرية والموسيقية ( لمثل هذا الإدماج. الشيء الذي يتيح انسيابا موسيقيا منسجما و مندمجا مع الصورة الشعرية المؤثرة. إضافة إلى أنه استطاع أن ينجح في تأثيث هذه الصور بمؤثرات خاصة زادتها تأثيرا وجمالية، تذكرنا برائعة سعيد الوساوي / Itran ) tadjest tayout (... واذا تطفلنا قليلا ! مع قليل من التعسف !! لنقرأ التعامل الموسيقي مع هذه القصائد، ونحاول أن نفرق – على مستوى الإيقاع بين مجموعتين: * مجموعة أولى تضم الأغنيتين التي سبق ان أَََُديتا أواخر الثمانينات arrif inou و mec gha negg . * مجموعة ثانية تضم القصائد /الأغاني الأخرى المتبقية انتقاء الإيقاعات هنا ليس اعتباطيا من طرف خالد يشو، بل ( وهذا أكبر/أخطر ) هو نابع من ثقافة موسيقية / شعرية، تجعل المواضيع وبناءها و الصور الشعرية ورموزها و كذا شكل القصيدة ومدى حداثتها، تجعلها المؤثر الأساسي في اختيار الإيقاع المناسب والتوزيع الموسيقي الممكن ( اختيار الآلات الموسيقية، والمؤثرات الخاصة ) واختيار لحظات تبنيها داخل منظومة موسيقية شعرية متناسقة وغير ركيكة. إضافة إلى أن تغيير الإيقاعات داخل الأغنية هو إصرار منه على تنويعها بطريقة غير قابلة للتنميط. هو إيمان بان سر جمالتها يكمن في مدى قابليتها لتقبل التغيرات الإيقاعية بشكل سلس و لا تعسف فيه yiwedved..mec gha negg وهو أيضا تشويق للمتلقي وضمان لابقاءه مشدودا/ مشدوها و منبهرا بكل هذا السحر. ومن هنا نستطيع أن نأكد أن هناك تقاربا كبيرا بين أربعة قصائد لثلاث شعراء هم: خالد اليندوزي وعمر بومزوغ وفاضما الورياشي. التقارب هنا ليس على مستوى المضمون، فلكل قصيدة فكرتها الخاصة وموضوعها المحوري، بل على مستوى الصياغة الشعرية وشكلها... فنضج التجربة الشعرية لدى هؤلاء ( خاصة عمر وفاضما ) مع تحفظات قليلة على قصيدتي خالد اليندوزي أثمر أعمالا شعرية متميزة. في صورها الشعرية وترابط هذه الصور، مقنعين ايانا بضرورتها ( التجربة ) كنتاج لصيرورة/ سيرورة الكتابة الشعرية لديهم. هذه السيرورة التي تجد مبررها في البحث المستمر وغير المجدي عن الشمس في عز الصيف arzugh khtfuyt nebdu بطريقة لا تؤدي إلى نتيجة wa tufigh والضرورة هنا أن لا يجدها احد، خاصة شعراء ال izri (خالد و القصيدة ). هؤلاء الشعراء الذين يجب عليهم دائما ان يبقوا حبيسي ضفة الكتابة والإبداع دون أن يجدوا إمكانية للعبور إلى الضفة الأخرى. Aghzar yeqdva yuzegh Wa zemmargh a tezwigh لان العبور هنا يعني (شعريا) دخول عوالم الاسترزاق و افتقاد قيم الإنسانية كما يصفه اليندوزي عند البعض Tudart nwem Am tudart iserman Asrem amezvian Yeccit umeqran فهنيئا إذن لخالد و لشعرائه الممسوسين بشتى أنواع الجنون و طوبى لكل من فضل غواية izran و سار في درب إبداع لا يبتذل ، لا ينافق و لا يهادن