أعربت هيئة أطباء بلا حدود الدولية عن عميق انشغالها بوضعية المهاجرين القادمين بجنوب الصحراء و المقيمين بالناظور. و قالت الهيئة أن عدد المهاجرين الذين تعرضوا لجروح قد تضاعف بإقليم الناظور خلال الأربعة أشهر الأخيرة و ان اطباء الهيئة العاملين بالناظور يعالجون منذ أبريل الماضي أعدادا متزايدة من المهاجرين الجرحى. دافيد كانتيرو مسؤول المصحات المتنقلة لأطباء بلا حدود بالناظور اكد أن اغلب الاصابات التي يعالجها أطباء فريقه هي جروح ناتجة عن محاولة هروب الافارقة أو نتيجة محاولتهم تجاوز الحاجز الأمني و لكن في الأسابيع الأخيرة اصبحت أغلب الجروح المعالجة بسبب تعرض المهاجرين للضرب من طرف قوات الأمن المغربية المرابطة على الحدود بين الناظور و مليلية. من جهة أخرى عبر المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن إدانته لحملات القمع والترحيل التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة المنحدرون من جنوب الصحراء، وحذر من تغذية النزعة العنصرية تجاههم عن طريق تحريض المواطنين المغاربة ضدهم. وذكرت الجمعية الحقوقية في بيان لها، أن المهاجرات والمهاجرون الأفارقة جنوب الصحراء ببلادنا، يتعرضون منذ أيام لحملات تمشيط واعتقالات واسعة وقمع في عدة مدن مغربية (الرباط، الناضور، الحسيمة، تاوريرت، وجدة…)، أسفرت عن إصابة العديد منهم بإصابات خطيرة. وتحدثت الجمعية، عن توصل فروعها بشهادات تلخص ما تعرضوا له من عنف جسدي في كل أنحاء أجسامهم، إضافة إلى السب والشتم وكافة أشكال الإهانات وحرمانهم من تلقي العلاج وترحيل المئات منهم، بينهم جرحى ونساء حوامل وأطفال قاصرون إلى الحدود الجزائرية في خرق سافر لالتزامات المغرب الدولية في مجال حقوق الإنسان وللقانون 02-03. هذا و انتقدت منظمات حقوقية دولية اعتداءات المغرب على المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، المرحلين من الصخرة الواقعة تحت السيادة الإسبانية، كما نددت منطمة أطباء بلا حدود معاناة هؤلاء مع السلطات المغربية. وكشفت أشرطة فيديو تم تصويرها مع هؤلاء المهاجرين معاناتهم جراء الاعتداءات المتكررة عليهم والتعنيف الممارس في حقهم من طرف الأمن المغربي. وكشف الشريط الذي بثته جريدة “الباييس” الواسعة الانتشار، عن كدمات وكسور ورضوض أصابت العديد من الأفارقة الرجال منهم والنساء، خلال مداهمات لغابات يقيمون داخلها في انتظار الوصول إلى جنتهم الموعودة إسبانيا. انتقادات التنظيمات الحقوقية الدولية والإسبانية طالت إسبانيا بدورها، كما انتقدت موقفها اللاإنساني والمعارض للقوانين الدولية المتعلقة بالهجرة. ونددت تنظيمات حقوقية من بينها اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين، وجمعية “إلين” وجمعية “مناهضة العنصرية”، و”جمعية حقوق الإنسان بالأندلس”، المعاملة المزدوجة للسلطات الإسبانية في ما يخص المهاجرين الأفارقة الذين تمكنوا من الوصل إلى الصخرة التي تخصع للإدارة الإسبانية، بعدما طالبت المغرب بقبول المهاجرين اللاقانونيين الذي وصلوا إلى الصخرة، وعدم دراسة ملفات بعضهم التي تستحق منحهم اللجوء السياسي على ترابها.