يستعد عدد من النشطاء لتنظيم وقفة احتتاجية رابعة بعد أسابيع معدودة، يتبعها تصعيد في الموقف لدرجة محاصرة المدينتين المحتلتين، سبتة ومليلية، محاصرة شاملة. وكان مواطنون قد صلوا، على طريقة النضال ضد الاستعمارين الفرنسي والإسباني من 1912 إلى 1956، غير بعيد عن الحاجز الذي تضعه القوات الإسبانية المتحلة قرب مليلية، وجاء هذا في إطار تنظيم الوقفة الاحتجاجية الثالثة، بعد وقفتين احتجاجيتين سابقتين أمام معبري الحدود المصطنعة بكل من باب سبتة وباب مليلية. ويذكر أن كل الذين يشاركون في هذه الاحتجاجات، يعتبرون أن تصرفهم موجه لإسبانيا المستعمرة، وليس لسكان المدينتين، وفي هذا الصدد دعت لجنة التنسيقية الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية، وهي الجهة المنظمة للوقفة الاحتجاجية الثالثة، إلى حصار شامل للمدينتين، حيث تلعب الزاوية الوازانية دورا كبيرا في هذا الصدد. وفي هذا الإطار، وباسم الزاوية الوزانية، صرح عبد السلام الوزاني عضو تنسيقية اللجنة الوطنية المناهضة للاحتلال الإسباني أن كل التظاهرات التي دعت إليها التنسيقية هي جواب صريح وتحد واقعي وملموس لكل ما تريده إسبانيا جعله محرفا للتاريخ والجغرافيا. وبخصوص الدوافع التي دعت إلى بروز هذه اللجنة، أوضح ممثل الزاوية الو زانية ، أنها جاءت نتيجة أول زيارة استفزازية للعاهل الإسباني خوان كارلوس لمديني سبتة ومليلية المحتلتين سنة 2006 . وعن سؤال للرهان، لم يجد الوزاني غضاضة في الاستمرار في النضال الحقوقي المشروع والتصعيد في الموقف إلى حدود مكاتبة لجنة تصفية الاستعمار بهيئة الأممالمتحدة، لمطالبة إسبانيا بالتعويض عن احتلالها للمدينتين وكافة الثغور منذ ما ينيف على خمسة قرون من الاستعمار. وشارك في هذه التظاهرة الوطنية تنظيمات نقابية ومهنية إلى جانب هيئات سياسية، في حين تخلفت أحزاب أخرى ومنها أحزاب وازنة. وبالمناسبة أدلى عبد لله الرايس باسم حزب الوحدة والديمقراطية بتصريح ل"الرهان"عبر من خلاله عن تثمينه لهذه الخطوة التي قامت بها تنسيقية اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية، كما عبر عن استنكاره باسم الهيئة السياسية التي ينتمي إليها ، للزيارة الاستفزازية التي قام بها زعيم الحزب الشعبي الإسباني لمدينة مليلية المحتلة مهما كانت أسبابها، والتي اعتبرها، في الواقع، مسا صريحا بالشعور والكرامة الوطنيين. من جهته بالمناسبة، ألقى محمد حامد علي الرئيس الأمين العام للجنة الإسلامية في إسبانيا ورئيس الفدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية ورئيس جمعية مسلمي سبتة ومليلية، كلمة تطرق فيها إلى الفصل العنصري الذي يعاني منه المغاربة السكان الأصليون بالمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية حيث انعدام الأمن كليا في الأحياء التي يقطنها المغاربة، وانتشار ترويج واستهلاك المخدرات بكل أصنافها. ووجه محمد علي خطابه اللاذع الذي ألقاه بالإسبانية في النقطة الحدودية المصطنعة فضح فيه الممارسات العنصرية اللا إنسانية لسلطات الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلية. ودعا محمد علي الذي يعتبر لدى السلطات الإسبانية شخصا غير مرغوب فيه بسبب مواقفه المناهضة للاحتلال، الجمعيات الحقوقية وكل جمعيات المجتمع المدني والهيئات السياسية في المغرب إلى تكثيف جهودها والاستمرار في الاحتجاجات ضد كل زيارة مشبوهة يقوم بها مسئولو أوقادة سياسيون إسبانيون إلى المدينتين المحتلتين، لأن الاحتلال هو الاحتلال ، يقول محمد علي وأن الوقفات المناسباتية أوالظرفية لاتحرر المدينتين، ودعا إلى مواصلة الجهود وتكثيفها على أوسع نطاق والاستمرار في النضال بكل الوسائل المتاحة لإجلاء المستعمر الغاشم عن سبتة ومليلية والثغور التابعة لهما.