تستعد فعاليات من المجتمع المدني المغربي، في مدينتي تطوانوالفنيدق، في شمال المغرب، المنضوية في إطار الجمعية المغربية للمطالبة باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية، لتنظيم حفل إفطار جماعي قرب البوابة الحدودية لمدينة سبتة الخاضعة للسلطات الإسبانية. والمناسبة، بحسب ما علمت "العربية.نت"، مرور 595 سنة، على الاستعمار الإسباني لمدينة مليلية. وتأتي المبادرة غير المسبوقة بعد رفع النشطاء المدنيين، في مدينة الناظور، للحصار على مرور شاحنات نقل المواد الغذائية والتموينية في اتجاه مدينة مليلية، وهم النشطاء الذين سيحلون ضيوفا على الإفطار الجماعي عند بوابة سبتة. ويرى المحامي والناشط الحقوقي من مدينة تطوان الحبيب حاجي، في تصريح "للعربية نت"، أن هذا الإفطار هو لتخليد ذكرى أليمة على كل المغاربة عندما استعمر الإسبان، قبل أكثر من 5 قرون مدينة سبتة. ويشير إلى أن يمثل احتجاجاً على تأسيس ما سمي ب "مؤسسة 2015"، من طرف الحكومة المستقلة لمدينة سبتة، والتي تهيئ للاحتفال بالذكرى 600 لاحتلال سبتة، والتي تريد من خلالها الحكومة المستقلة للمدينة أن تؤبد الاستعمار الإسباني. ويبين حاجي، بأن هذا الإفطار من المرتقب أن يسجل سلوكا احتجاجيا يتماشى وشهر رمضان، ويوحد كل حساسيات المجتمع المدني غير الحكومي تجاه قضية وطنية، تتعلق باستمرار الاستعمار الإسباني في سبتة ومليلية منذ قرون. ولا ينسى حاجي التأكيد على الاحتجاج على الخروقات الأمنية عبر الاعتداء على مغاربة، ولتعميق فكرة إمكانية فرض نوع من الحصار الاقتصادي على سبتة ومليلية. ويشير حاجي، وهو المنسق الوطني للجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والثغور المغربية المحتلة أنه تمت الدعوة لفعاليات سياسية وبرلمانيين من المغرب للمشاركة في هذا النشاط النوعي، والذي لم يسبق أن تم تنظيمه من قبل، وهي مناسبة كذلك للفعاليات المتخلفة، لتعميق الفكر النضالي التنموي في المنطقة، والذي من شأنه أن يرفع من مستوى معيشة سكان المناطق الشمالية للمغرب، المتاخمة لمدينتي سبتة ومليلية. ودعا الحبيب حاجي، في مقابلة خاصة مع "العربية.نت"، الدولة المغربية، إلى وضع حد لما أسماها ب"أباطرة التهريب المنظم"، الذين بنشاطهم يدعمون اقتصاد مدينتي سبتة ومليلية، ويجعلان لهما شرعية اقتصادية لدى حكومة مدريد المركزية. وكشف عن تفكير عميق للانتقال إلى الفعل الميداني من أجل محاصرة مدينة سبتة، عبر منع شاحنات نقل المواد الغذائية والأسماك، من أجل إفراغ أسواقها من المواد القادمة من مدينتي الفنيدقوتطوان. ويواصل المجتمع المدني المغربي، وفق المراقبين، عملياته الاحتجاجية، متفاعلا في مواجهة الاعتداءات، التي قامت بها عناصر من الشرطة الإسبانية في المعبرين الحدوديين خلال شهر يوليو الماضي، بالتزامن مع موسم عودة الجالية المغربية، المقيمة في البلدان الأوروبية. وهي الاعتداءات التي يقول المجتمع المغربي، إن هنالك صمتا للحكومة الإسبانية عليها، خاصة وأن المدينتين من آخر المستعمرات الإسبانية، إلى جانب الجزر الجعفرية وجزيرتي باديس والنكور، في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وجغرافيا تقع ضمن التراب المغربي. وبالتزامن مع التصعيد الذي يوقع عليه المجتمع المدني المغربي في الشمال، تتوالى تصريحات المسؤوليين الحكوميين الإسبان، الداعين إلى اعتماد اللغة الدبلوماسية في تجاوز الأزمة الحالية بين الرباطومدريد، والتي بصمت صيف الجوار المغربي الإسباني، في انتظار الزيارة المرتقبة لوزير الداخلية الإسباني يوم الاثنين المقبل إلى المغرب، لمقابلة وزير الداخلية المغربية في قمة ثنائية يعول عليها المراقبون لتجاوز الأزمة. ففي تصريح لها، شددت ماريا تيريزا فيرناندير دي لافيغا، نائبة رئيس الحكومة الإسبانية، بأن العلاقات المغربية الإسبانية، هي الأكثر تقدما ومردودية، من أي وقت مضى، بفضل الجهود المبذولة من قبل الآلة الدبلوماسية للحزب الاشتراكي، بالمقارنة مع طريقة تدبير الحزب الشعبي المعارض للأمور في الحكومة المستقلة لمدينة مليلية. وفي نفس السياق، انتقدت دي لافيغا، بشدة، زيارة رئيس الوزراء الإسباني السابق اليميني خوسي ماريا أثنار، إلى مدينة مليلية قبل يومين، ووقوفه قبالة البوابة الحدودية مع المغرب، والتي وصفتها بغير العادية والاستغلالية.