كشفت فعاليات المجتمع المدني، أنه سيتم التصعيد في عمليات محاصرة مدينتي سبتة ومليلية، عبر منع دخول المواد الغذائية، والأسماك الطرية من المغرب، ومواد البناء، وغيرها من المواد التموينية الحساسة التي تأتي من مدينتي الفنيدقوالناظور، التي تقع في شمال المغرب، إلى جوار كل من مدينتي سبتة ومليلية. وكانت عشية اليوم الأحد 15-8-2010، قد شهدت الندوة الصحافية التي دعت إليها فعاليات المجتمع المدني المغربي، غير الحكومية، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، والتي تنظم اعتصاماً مفتوحاً في البوابة الحدودية لمليلية، منذ حوالي عشرين يوماً. وشهدت الندوة حضوراً مكثفاً للصحافة الإسبانية، التي دخلت إلى المنطقة الحدودية العازلة، بين منطقة بني أنصار، في ضواحي مدينة الناظور، في شمال المغرب، وبين مدينة مليلية، الخاضعة للسلطات الإسبانية. الندوة الصحافية، التي دامت لأكثر من ساعة من الزمن، في ما تسمى بالمنطقة العازلة الحدودية، دعت إليها اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني، في شمال المغرب، بتنسيق مع جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، واتحاد نقابات النقل والمهن في مدينة الناظور، وغاب عنها الإعلام الأجنبي العربي والدولي المعتمد في الرباط. ورفع المنظمون لافتات سوداء، تطالب باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية، الخاضعتين للسلطات الإسبانية، إلى السيادة المغربية، ورفعوا شعارات تندد بما سموها الانتهاكات العنصرية لعناصر من الشرطة الوطنية الإسبانية، العاملة في البوابة الحدودية لمليلية، وهددوا بالتصعيد خلال الأيام القليلة المقبلة، من خلال عملية منع جديدة لدخول المواد الغذائية، والأسماك، ومواد البناء. وفي هذه الندوة الصحافية، التي تم عقدها على مدار ساعتين من رفع آذان المغرب، في ثالث أيام رمضان، في المغرب، شدد عبد المنعم شوقي، رئيس اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني، في شمال المغرب، على عدم وجود أي علاقة بين فعاليات المجتمع المدني، والحكومة المغربية، مشيراً إلى أن تحركات المجتمع المدني المغربي، تنطلق من إيمان المغاربة بالديمقراطية، والدفاع عن كرامة المواطن المغربي ضد أي تصرف عنصري. عز الدين المريني، مدون وصحافي، من مدينة الناظور، تابع عن قرب الاعتصام المفتوح قبالة الحدود مع مدينة مليلية، يعلق في حديثه ل"العربية.نت" بأن ما يجري حالياً، منذ أكثر من أسبوعين، رد فعل طبيعي، دفاعاً عن المواطنين المغاربة، الذين تم الاعتداء عليهم من قبل الشرطة الوطنية الإسبانية، ويقدر عددهم ب8 أشخاص، وغالبيتهم من المغاربة المقيمين في بلدان أوروبا الغربية، والذين يقصدون المغرب لقضاء الإجازات. ومن جهة ثانية، نفى عز الدين لمريني، صاحب موقع "ريف بوسط.كوم"، وجود أي توجيه من قبل السلطات المغربية للفعاليات المحتجة حالياً قبالة مدينة مليلية، فهم نشطاء مدنيون، غير حكوميين، يعملون تحت غطاء قانوني، ويعلمون منذ سنوات في الدفاع عن شرعية استرجاع المغرب لمدينة مليلية، إلى جانب وقفات سابقة، وعمليات احتجاجية على تصرفات يعتبرونها صادرة عن شرطة دولة تتحدث باسم حقوق الإنسان. هذا وتأتي الندوة الصحافية لفعاليات المجتمع المدني بعد 24 ساعة من إعلان وزارة الداخلية المغربية عن زيارة مرتقبة لوزير الداخلية الإسباني إلى الرباط، وإجراء مباحثات مع نظيره المغربي حول الأزمة التي أشعلتها الاعتداءات التي قام بها عناصر من الشرطة الوطنية الإسبانية ضد مهاجرين مغاربة قادمين من أوروبا لقضاء إجازات الصيف داخل المغرب. واللقاء بين وزيري الداخلية للرباط ومدريد سيشمل ملفات الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والتعاون الثنائي المشترك. وسبق لوزارة الخارجية المغربية، أن أصدرت 7 بلاغات صحافية حول اعتداءات عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية، آخرها صدر يوم الإثنين الماضي، يطالب الحكومة الإسبانية بتقديم توضيحات حول ما وصفتها بالاعتداءات العنصرية. وقد ذكرت مصادر متطابقة ل"العربية"، من مدينة الناظور شرق شمال المغرب، أن نقابة الشرطة الإسبانية تستعد لرفع دعوى قضائية ضد مجموعة من المؤسسات الإعلامية العاملة في المغرب، والتي نشرت صور اعتقال جرت على مستوى النقطة الحدودية لمنطقة بني أنصار مع مدينة مليلية، والخاضعة للسلطات الإسبانية. والتهمة هي الإساءة لجهاز الأمن الإسباني، وتلطيخ صورته لدى الرأي العام المغربي والإسباني والدولي. وستتطرق الدعوى القضائية، للشرطة الإسبانية عبر نقابتها، بحسب مصادر "العربية"، للتعبيرات التي تم استخدامها من قبل الصحافة المغربية، مثل "تعنيف واحتجاز المغاربة"، بينما الأمر بحسب الشرطة الإسبانية، كان يتعلق بعملية اعتقال قانونية، كما وصفتها، لمواطن إسباني يحمل الجنسية الإسبانية، ويقطن في مدينة مليلية، وهو مطلوب في قضايا الاتجار في المخدرات. العربية