مسيرة أمس بالبيضاء عاشت الشوارع المغربية يوم الأحد 25 شتنبر الجاري، على إيقاع احتجاجات شعبية قوية، أشبه بما عاشته قبل شهور يوم 20فبراير الماضي. فقد تظاهر مئات الآلاف من المواطنين في أكثر من 50مدينة طالبوا بإسقاط الفساد والاستبداد ووقف ما أسموها "مسرحية" الانتخابات القادمة. وفي طنجة واصلت حركة 20 فبراير، تقدمها على باقي المسيرات المغربية الأخرى، إذا تفيد الأرقام الواردة من هناك أن أزيد من 100ألف "طنجاوي" تظاهر أمس للمطالبة بإسقاط الفساد والاستبداد ولتبليغ موقف واضح من الانتخابات القادمة. وسجل المتتبعون لمسيرة طنجة عودة انضباطها التنظيمي بعد أن كاد يفلت منها الحبل الأسبوع الماضي عندما رفعت شعارات لم يكن متفق عليها مسبقا بين المتظاهرين، الشئ الذي تداركه المنظمون أمس، حيث انضبط الجميع لشعارات المسيرة التي انطلقت من ساحت التغيير الكائنة بالحي الشعبي بني مكادة منهية مشوارها بسور "المعكازين" بعد أن مرت من أهم شوارع مدينة طنجة. وفي العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء لم يختلف المشهد كثيرا عن ما سلف، حيث خرج عشرات الآلاف من البيضاويين للتظاهر بحي سباتة شارع الشجر، ضد الفساد والاستبداد مرددين شعارات تطالب بوقف نزيف تبديد المال العام وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين يتقدمهم مغني الحركة معاد "الحاقد"، الذي هيمنت صوره واللافتات والشعارات المطالبة بإطلاق سراحه على مسيرة أمس الأحد. وكان لافتا للانتباه في مسيرة أمس بحي سباتة الذي اعتبرته الحركة منطقة محررة بعد أن قمعت فيه بشراسةفي محطتين 29/22ماي الماضي ، الحضور القوي للمرأة المغربية، حيث هيمنت على المسيرة شعارات تطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة وتفضح الاضطهاد الذي تعاني منه الأخيرة في هذا المجتمع الذي تسيطر عليه العقلية الذكورية. وبمراكش الحمراء عاد المواطنون للتظاهر بعد غياب دام لأسابيع بسب خلافات بين مكونات المجلس المحلي لدعم حركة 20فبراير بالمدينة. وحسب شهود عيان، فقد عرفت المسيرة نجاحا باهرا سواء على مستوى الحشود التي حجت للتظاهر أو على مستوى التنظيم والانضباط للشعارات التي رفعت في المسيرة، التي انطلقت من ساحة باب دكالة على الساعة الرابعة مساء وسط حضور أمني غير مسبوق. وسجلت المرأة حضورها بشكل قوي في هذه المسيرة سواء من خلال الشعارات "النساء والرجال.. في الحقوق بحال بحال" أو من خلال اللافتات التي تطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة. أما سكان العاصمة الرباط فلم يتخلفوا عن العهد والموعد، والوجهة هذه المرة حي العكاري، حيث تظاهرت حركة 20 فبراير هناك، مسنودة بآلاف المواطنين جاؤوا ليعبروا بشعارات صاخبة عن مطالبتهم بإسقاط الفساد والاستبداد ووقف تبديد أموال الشعب في "مسرحية انتخابية لا طائلة لهم فيها" حسب تصريح لأحد المواطنين هناك. وهكذا، أسدل الستار على يوم إحتجاجي صاخب في جولة أعتبرت بحق واحدة من أقوى جولات التظاهر التي دأبت عليها الحركة مند 20 فبراير الماضي، حيث أكدت من خلالها الحركة على وقوتها وإستمرايتها بشعارات وأشكال سلمية وحضارية، فهل تضيع الرسالة مرة أخرى؟