في مسيرة حاشدة، اعتبرت الأضخم من نوعها مند انطلاق ما "سمي بالربيع المغربي"، خرج سكان مدينة الدارالبيضاء بمختلف شرائحهم الاجتماعية وفئاتهم العمرية، ليلة أمس بعد صلاة التراويح للتظاهر "إحتجاجا على أوضاعهم الإجتماعية"، وللمطالبة بما وصفوه "إسقاط الفساد والاستبداد". وقال نشطاء من الحركة إن عدد المتظاهرين ليلة أمس فاق 60.000 متظاهر انطلقوا من دار التوزاني ليختموا مسيرتهم بعين الشق في جو وصفته المصادر ذاتها بالمثير جدا. من جانب آخر، عبر عدد من نشطاء حركة 20 فبراير ليلة أمس عن انزعاجهم الشديد من بعض الشعرات التي تخللت المسيرة، وكذا الكلمة الختامية التي ألقيت في نهاية التظاهرة باسم حركة 20 فبراير، حيث اعتبرت المصادر نفسها أن تلك الكلمة. "أقل ما يمكن أن يقال عنها هو أنها لا علاقة لها بمطالب الحركة و لا بطموح الحركة و لا حتى بالفهم الذي يجب أن ترقى إليه الحركة". وأوضحت مصادرنا أن ما أغضب المحتجين من تلك الكلمة هو وصف الأنظمة العربية والنظام المغربي تحديدا بقوى الاستكبار، في إشارة إلى أن الأزمة هي أخلاقية وليست سياسية بنيوية، حسب المنزعجين من ذلك الوصف. كما أنزعج النشطاء المحسوبين على الصف الديموقراطي، من ورود عبارة "إن الحركة ترسل رسائلها إلى من يهمه الأمر"، مؤكدين على أن " حركة 20 فبراير، كحركة شعبية لها مطالب تطمح في إستراتجيتها إلى التغيير الديمقراطي الحقيقي وليس لها رسائل إلى من يهمه الأمر و من لديه رسائل فليستمر في إرسالها بعيدا عن الحركة". أما العبارة الثالثة التي أثارت حفيظة المنزعجين فهي "إختزال تاريخ نضال الشعب المغربي في سبعة شهور"، وذلك ما جاء في الكلمة، حيث قال قارئها "لقد استطاعت حركة 20 فبراير أن تحقق ما لم يتحقق منذ خمسة عقود". يذكر أن الجمع العام الأخير كان قد تناول مسألة الشعارات غير المتفق عليها كما دعا المجتمعون على الانضباط إلى الأرضية التأسيسية وعدم محاولة السعي إلى الركوب على الحركة أو إعطائها لون سياسي معين.