يوم السبت 31 شتنبر، بدأت الأخبار تصل، أخبار مأساة حقيقية حصدت الأرواح وتركت أسرا مكلومة تعيش بين ألم الفراق بعد تأكد خبر الوفاة، وبين جحيم الانتظار القاتل. الفاجعة وقعت بشاطئ زناتة بين مدينتي الدارالبيضاء والمحمدية عندما غرق قارب مطاطي كان يحمل على متنه أزيد 50 شابا وشابة، نجا ثلاثة منهم، فيما وصل عدد الضحايا إلى 18 شخصا ولازالت عمليات البحث جارية للعثور عن مفقودين آخرين. في اليوم الثاني من الفاجعة، ذهب فريق "مختفون" ليعاين هذه المأساة عن كثب، والتقى بعائلات وأسر الضحايا ومعظمهم ينحدرون من قلعة السراغنة... حكايات شتى لشباب ينتمون لأوساط فقيرة كان همهم الهجرة إلى الضفة الأخرى لتحقيق أحلامهم، حاولوا مرة أولى وثانية، وفشلت المحاولتان، ثم أعادوا الكرة، وانتهى الأمر بهذه الفاجعة. في هذا اليوم، كانت أسرة جواد الذي لم يتجاوز 15 سنة تترقب، تأمل في حصول معجزة يكتب معها عمر جديد لابنها، أو تنتظر أن يلفظ البحر جثته، شقيقة جواد تبكي بحرقة أخاها وأصغر أفراد العائلة الذي ستتأكد وفاته في المركز الوطني للطب الشرعي بحي الرحمة. ياسين هو الآخر شاب في مقتبل العمر، 24 سنة وحاصل على الإجازة، وعزير من مواليد 1994... وآخرون لازال أقاربهم ينتظرون ويطالبون بمحاسبة شبكات الهجرة التي تاجرت في أرواح أبنائهم.