إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، يبدو أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دول المغرب العربي خلال الأسبوع الماضي، جاءت أيضا بهدف حشد الدعم من أجل دعم رجوع سوريا إلى الجامعة العربية. وقال لافروف، يوم السبت الماضي حين تم استقباله في تونس قادما إليها من المغرب وقبل ذلك الجزائر، إنه دعا المسؤولين في تونسوالجزائر والمغرب إلى دعم عودة سوريا لعضوية الجامعة العربية. وأوضح: «كما فعلنا في الجزائر والمغرب، نحن نرغب في أن تدعم تونس أيضاً عودة سوريا إلى الأسرة العربية، الجامعة العربية، خصوصاً أن (القمة العربية) ستنظم في مارس» 2019 بتونس. من جانبه، قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي الذي تستضيف بلاده القمة العربية السنوية في 31 مارس 2019، خلال ندوة صحافية مشتركة مع لافروف، ان "المكان الطبيعي" لسوريا هو داخل جامعة الدول العربية. وقال الجهيناوي إن "سوريا دولة مهمة وأساسية في الوطن العربي، وموقعها الطبيعي" أن تكون على الساحة العربية. وكان تم تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية مع بداية النزاع في هذا البلد عام 2011، وهي لا تزال خارج الجامعة وسط استمرار انقسام الدول العربية بشأن عودتها إلى المنظمة. ويثور جدل حاليا بشأن عودة سوريا، خصوصا مع تعزز جانب سلطات دمشق والانتصارات العسكرية للجيش السوري الذي استطاع استعادة مناطق كبيرة من المسلحين الجهاديين والمعارضين. موقف المغرب من عودة سوريا للجامعة العربية وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد أعلن خلال حوار مع قناة الجزيرة يوم الأربعاء الماضي 23 يناير الجاري أن المغرب لم يقطع علاقاته الدبلوماسية مع دمشق، وهو بهذا المعنى "ليس ضمن منطق إعادة العلاقات مع هذا البلد أو إعادة فتح السفارة"، مسجلا أن هناك تغيرات طرأت على أرض الواقع في ما يخص الوضع السوري ينبغي أخذها بعين الاعتبار، بقدر الحاجة والضرورة الماسة إلى وجود دور وتنسيق عربيين قبل اتخاذ أي قرار، مع ربطه بالأفق والكيفية التي سيساعد فيها على حلحلة الوضع القائم. وعن موقف المغرب من استعادة سوريا لمقعدها الشاغر بالجامعة العربية، قال بوريطة إنه من الضروري وجود تنسيق عربي قبل اتخاذ هذا القرار وربط ذلك بكيف مساعدته على حلحلة المسار السياسي بسوريا، وفق تعبير وزير الخارجية.