أجهضت الولاياتالمتحدةالأمريكية مبادرة إفريقية بالأممالمتحدة لتمويل قوات حفظ السلام بالقارة السمراء بشكل مشترك، ضمنها قوات المينورسو في الصحراء المغربية. وتم إلغاء الدعوة إلى التصويت على مشروع قرار تقدمت به أثيوبيا وغينيا الاستوائية وساحل العاج بتوزيع محتمل لمساهمات الأممالمتحدة لكلّ حالة على حدة دعماً لعمليات السلام التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي وأمر بها مجلس الأمن». وأرجعت وسائل إعلام أمريكية هذا الإلغاء إلى رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي بررت موقفها الرافض بقولها إنها بحاجة للموافقة المسبقة للكونغرس الجديد الذي يملك القدرة على الفصل في المسائل المالية. ويأتي هذا الموقف في أعقاب القرار الأمريكي السابق الذي أعلنته الإدارة الأمريكيةالجديدة والقاضي برفض الولاياتالمتحدة استمرار تمويل بعثات حفظ السلام المنتشرة في إفريقيا، دون أن يرتبط ذلك بمسار سياسي فعال لإنهاء النزاعات. ويأتي هذا القرار بعد أيام قليل من إعلان إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عن استراتيجية جديدة خاصة بالقارة الإفريقية تروم أساسا الدفاع عن مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالقارة وتقويض النفوذ السياسي والاقتصادي لروسيا والصين، التي وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي ممارساتها بأنها تتسم ب"الفساد" و"الاستغلال". المستشار الأمريكي، جون بولتون، تحدث في كلمة ألقاها في مؤسسة "هريتدج للأبحاث" بواشنطن عقب إعلان الإستراتيجية الجديدة، عن بعثات حفظ السلام بإفريقيا، ومن بينها بعثة المينورسو بالصحراء، حيث عبر عن "استغرابه، من فشلها، بعد مضي 27 سنة على عملها"، كاشفا أن الإدارة الأمريكية، ستعيد النظر بخصوص الدعم المقدم للبعثات، حتى تضمن أن نتائجها ستكون إيجابية". الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية، الموساوي العجلاوي، قال إن حديث بولتون، عن المينورسو بالصحراء، يعود أساسا، إلى كونه اشتغل على الملف، "في الفترة التي كان فيها بيكر مبعوثا أمميا إلى الصحراء، لذلك فهو يدعي معرفته بالموضوع". وأضاف الخبير في الشؤون الإفريقية، حديث المستشار الأمريكي، عن بعثات حفظ السلام بالموازاة مع الصراع الأمريكي الصيني الروسي، يمكن ربطه، بالأموال التي تدفعها الولاياتالمتحدة لقوات حفظ السلام، حيث تساهم ب 30 في المئة من مجموع تمويلها، وترى إدارة ترامب أن نقودها لا يجب أن تصرف لتسمين الآخرين، حيث تعتبر أن روسيا والصين هما المستفيدان من الوضع الحالي بإفريقيا مع اتساع نفوذهما".