بعدما تمكنت الدول الأفريقية في مجلس الأمن الدولي وللمرة الثالثة في أقلّ من أسبوعين، من الغاء دعوة للتصويت على مشروع قرار يفتح الباب لتمويل مشترك من قبل الأممالمتحدة لعمليات السلام في أفريقيا، بسبب تهديد الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض لإجهاض هذا القرار، جددت الولاياتالمتحدةالأمريكية رفضها تحمل فاتورة دعم بعثات السلام وتقديم مساهمتها السنوية بميزانية الأممالمتحدة، والبالغة 25% من الموازنة العامة للهيئة الأممية . هذا الرفض جاء على لسان ممثلة الولاياتالمتحدة في إدارة وإصلاح الأممالمتحدة بالجمعية العامة شيريث نورمان شاليت، والتي قالت إن “امريكا تعتقد بشكل راسخ أنه لا ينبغي لأي دولة عضو أن يدفع أكثر من ربع ميزانية المنظمة، وهو الأمر الذي سينعكس بشكل مباشر على بعثة المينورسو بالصحراء . ويأتي هذا التصريح تزكية للمواقف المعلنة لمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي سبق وشن هجوما لاذعا على بعثات السلام الأممية، ودورها السلبي في تأبيد النزاعات واطالة أمدها، وعجزها عن فرض حلول تنهي الصراعات المتافقة بعديد البؤر الدولية مستدلا في ذلك بإخفاق بعثة المينورسو في الصحراء . ويعكس الموقف الأمريكي التوجه الجديد لإدارة دونالد ترامب القائمة على رفض الولاياتالمتحدة استمرار تمويل بعثات حفظ السلام المنتشرة في إفريقيا، دون أن يرتبط ذلك بمسار سياسي فعال لإنهاء النزاعات.