جدد مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون، الخميس، تحذيره بسعي بلاده لطلب إنهاء مهمات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في إفريقيا، والتي من بينها قوات "المينورسو'' المكلفة بمهمة الاشراف على وقف إطلاق النار ومراقبة الوضع في الصحراء المغربية. بولتون الذي يعد واحدا من أبرز الوجوه الأمريكية التي تتخذ مواقف متطرفة تجاه القضية المغربية، قال إن هذه القوات "لا تجلب السلام الدائم"، وحذر من أن الولاياتالمتحدة ستطلب "إنهاء" مهماتها.
وجاء التحذير الأمريكي خلال عرض بولتون ل "الاستراتيجية الجديدة" لإدارة الرئيس دونالد ترامب للقارة الافريقية، مؤكدا أن بلاده ستراجع مسألة تقديم المساعدات المالية لهذه القوات الأممية.
وأضاف "اعتبارا من الان، لن تتسامح الولاياتالمتحدة مع هذا التقليد العريق للمساعدة بدون نتائج، وبدون مسؤولية، ودعم بلا اصلاحات".
وتعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر دولة مساهمة في المساعدات المالية الموجهة لتمويل قوات حفظ السلام المنتشرة في مناطق النزاع حول العالم وأغلبها في إفريقيا، حيث تساهم بحصة تقارب 25 في المئة ولا تتعدى ميزانية "المينورسو" 52 مليون دولار سنويا.
وكانت الولاياتالمتحدة وراء مشروع قرار وافق عليه مجلس الأمن يقضي بالتمديد الإضافي لمهمة البعثة الأممية في الصحراء لستة أشهر فقط رافضة الابقاء على مدة 12 شهرا التي كان معمولا بها في السابق.
ويذكر أن بولتون الذي يعد واحدا من الرافضين لمقترح "الحكم الذاتي" ويوصف ب"صديق البوليساريو"، حين كان مساعدا للمبعوث الأممي إلى الصحراء، جيمس بيكر، حاول التأثير على مسار الملف وتنحية مقترح المملكة، حيث عمل رفقة بيكر على صياغة خطة تنص على تطبيق الحكم الذاتي لمدة لا تتجاوز 4 سنوات، يليها استفتاء تقرير المصير يختار من خلاله سكان الأقاليم الجنوبية استمرار العمل بنظام الحكم الذاتي أو الانفصال.
وتسببت هذه الخطة في توتر العلاقة مع المغرب، حيث أبلغ حينها وزير الخارجية آنذاك محمد بن عيسي الأمين العام للأمم المتحدة الراحل كوفي عنان، رفض المملكة لخطة بيكر مؤكدا أنها غير قابلة للتطبيق.