قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة بإجراء مباحثات، أمس الاثنين، بالبيت الابيض، مع جون بولتون، مستشار الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي، بحضور سفيرة الملك في واشنطن للا جمالة العلوي. المباحثات التي جرت أيضا بحضور المستشارين الأقربين لبولتون تركزت على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، كما تناولت هذه المباحثاث قضية الصحراء ومستجداتها.
وقبل أسابيع قام بولتون المعروف بمواقفه الداعمة لحق تقرير المصير والمعادية للمقترح المغربي، بالضغط بقوة لأجل تحريك ملف الصحراء من جديد وإدراجه في جدول الأعمال الخاص بالقضايا التي سيطرحها مجلس الأمن الدول للنقاش نهاية الشهر الجاري.
وأمس الاثنين، جددت الولاياتالمتحدة، على لسان بابلو رودريغيز، مسؤول بوزارة الخارجية، التأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي في الصحراء "جدي وذو مصداقية وواقعي"، مشددة على أن هذا المقترح من شأنه تلبية تطلعات ساكنة الصحراء "لتدبير شؤونها الخاصة في سلام وكرامة".
غير أن بولتون يعد واحدا من الرافضين لمقترح "الحكم الذاتي"، خاصة وأنه حين كان مساعدا للمبعوث الأممي إلى الصحراء، جيمس بيكر، حاول التأثير على مسار الملف وتنحية مقترح المملكة، حيث عمل رفقة بيكر على صياغة خطة تنص على تطبيق الحكم الذاتي لمدة لا تتجاوز 4 سنوات، يليها استفتاء تقرير المصير يختار من خلاله سكان الأقاليم الجنوبية استمرار العمل بنظام الحكم الذاتي أو الانفصال.
وتسببت هذه الخطة في توتر العلاقة مع المغرب، حيث أبلغ حينها وزير الخارجية آنذاك محمد بن عيسي الأمين العام للأمم المتحدة الراحل كوفي عنان، رفض المملكة لخطة بيكر مؤكدا أنها غير قابلة للتطبيق.
وينتظر أن يقدم أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، يوم 28 شتنبر الجاري تقريرا حول نزاع المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية، ويطرحه للنقاش خلال انعقاد المجلس.