جون بولتون، المسؤول الأمريكي الذي عبر عن "خيبة أمله" بسبب عدم حل نزاع الصحراء خلال تقديمه الخطوط العريضة لاستراتيجية الرئيس دونالد ترامب في افريقيا، يعتبر من صقور اليمين المحافظ في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومنذ تعيينه محل هربرت ماكماستر في منصب مستشار الأمن القومي من طرف الرئيس ترامب في مارس الماضي، تعالت الأصوات المنتقدة لجون بولتون الذي يشارك الرئيس الأمريكي في احتقاره للمنظمات الدولية كالأممالمتحدة، حيث يخشى المتابعون أن يؤدي هذا التعيين بأمريكا ترامب للدخول في مواجهات مباشرة مع المنتظم الدولي. ويشير سجل بولتون المتشدد حيال عدد من الملفات الخارجية ومساهمته في الدفع بإدارة جورج بوش إلى غزو العراق وكرهه المعلن لوزارة الخارجية إلى أنه سيدفع الرئيس ترامب لاتخاذ مواقف قد تهدد تحالفات أمريكا حول العالم. ولا يحظى بولتون الذي اشتغل مساعدا لوزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر عندما عين مبعوثا شخصيا للأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان إلى الصحراء، وسفيرا سابقا لبلاده إلى الأممالمتحدة، بالاحترام في أمريكا حيث وصفته صحف عديدة بالمتشدد الذي لعب دورا كبيرا في توريط الأمريكيين في حرب العراق، كما وصفه مسؤولون أمريكيون من كلا الحزبين ب "المنفلت" الذي يدعو للتدخل في شؤون الدول الأخرى. ويلعب بولتون دورا محوريا في تشكيل قرارات الرئيس الأمريكي حيث يمنح له منصبه كمستشار الأمن القومي سلطة إدارة مجلس الأمن القومي الذي تقوم مهمته على تنسيق وتوليف مقترحات كل من البنتاجون ووزارة الخارجية والوكالات الأخرى بخصوص مقاربة الولاياتالمتحدة للملفات الدولية. ويقوم بولتون بإدارة المعلومات التي تأتي إلى الرئيس ومن تم تقييم هذه المقترحات قبل تقديمها لترامب الذي سيتخذ على ضوئها القرارات التي ستؤطر سياسة أمريكا الخارجية، ومع ذلك، فإن تاريخ بولتون يشير إلى ميوله للانتقائية وبالتلاعب في المعلومات الاستخباراتية وتفضيل تلك التي تدعم تصوراته اليمينية. وبرز التخوف من استمرار بولتون لنهجه السلبي تجاه ملف الصحراء خصوصا بعد أن قال للصحفيين في مركز بحثي في واشنطن حيث طرح استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة بخصوص أفريقيا، إنه يشعر "بخيبة أمل" كبيرة بسبب عدم حل نزاع الصحراء، مشيرا في الآن ذاته أن الولاياتالمتحدة ستطلب إنهاء مهمات الأممالمتحدة في أفريقيا، والتي توجد من بينها بعثة "المينورسو" إلى الصحراء وذلك لكونها "لا تأتي بسلام دائم"، على حد قوله. وأضاف بولتون أنه على الرغم من كل الجهود التي بذلها بيكر، فشلت الأممالمتحدة في إنهاء النزاع، معربا عن إحباطه من كون النزاع ما زال مستمرا ، كما دعا المغرب والجزائر إلى وضع صيغة لحلحلة الملف. وفي إشارة إلى مشاركته في عام 1991 في صياغة الوثيقة التي أنشأت بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء، قال بولتون: "أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تركيز أكبر على حل النزاع الأساسي وبالتالي تحقيق النجاح في مهمة حفظ السلام. النجاح ليس مجرد الاستمرار في المهمة ... وأنا أختار نزاع الصحراء كمثال مفضل لدي، 27 سنة من نشر قوة حفظ السلام هاته، 27 سنة وما زالت هناك؟ كيف يمكنك أن تبرر ذلك؟ أليس هناك طريقة لحلها؟" وأكد بولتون على موقفه غير المرحب بالمينورسو عندما لعب دورا مهما في المبادرة الأمريكية لتقليص ولاية البعثة، حيث بدلا من التمديد لمدة عام واحد، أقنع بولتون إدارة ترامب بالدفع في اتجاه تقليص ولاية البعثة إلى ستة أشهر من أجل الضغط على الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل سياسي سريع للنزاع، كما برزت مخاوف من دور محتمل له في خفص المساهمة المالية للولايات المتحدة المخصصة لبعثة المينورسو. وتأتي تصريحات بولتون بعد 10 أيام فقط من مشاركة وفد مغربي بطاولة مستديرة في جنيف السويسرية حول الصحراء بحضور جميع الأطراف المعنية وبرعاية المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر.