انتهت عمليا أشغال إعادة تهيئة الفضاء الأركيولوجي سيدي عبد الرحمان بالدارالبيضاء، وفق شركة الدارالبيضاء للتهيئة، التي أكدت لموقع القناة الثانية أنها بصدد إجراءات تسليم المشروع إلى وزارة الثقافة. وقالت الشركة إن كل مرافق الفضاء الأركيلوجي أصبحت جاهزة، ضمنها مسار (الإياب) طوله حوالي 1200 متر، مخصص للتنشيط ويضم 5 ورشات، الأولى للتدريب على الحفريات الأثرية، والثانية مخصصة لنحت أدوات تعود إلى عصر ما قبل التاريخ. الشركة، وفق ما عاين موقع القناة الثانية، تضع آخر اللمسات من أجل تسليم المشروع، الذي كلف حوالي 40 مليون درهم. ويعتبر سيدي عبد الرحمان من بين أهم المواقع الأركيولوجية بالمغرب وأقدمها، إذ تعود أولى الحفريات في الموقع إلى سنة 1941 وآخرها سنة 1995، حيث تم اكتشاف خلال هذه المدة آثارا تعود إلى عصر ما قبل التاريخ. وقد اكتسب المكان شهرة بعد اكتشاف جزء من فك سفلي بشري يعود لأكثر من 200.000 سنة في مغارة حلزونات البحر سنة 1955. كما أسفرت الأبحاث والحفريات أيضا على اكتشاف آلاف الأدوات والأحجار المنحوتة وحيوانات أحفورية كثيرة. وهذا التراث الكبير للدار البيضاء معروف على الصعيد العالمي. من مكان لرمي الأزبال إلى فضاء إيكولوجي ويقع "سيدي عبد الرحمان" في رقعة شديدة الانحدار تمتد إلى 12 هكتارا، جنوب غرب الدارالبيضاء، قرب حديقة سندباد، . هذا الفضاء اكتسحته لسنوات عديدة النفايات من كل الجوانب، حتى تعذر على الباحثين في الآثار إجراء تحرياتهم الأركيولوجية لدراسة الموقع واستخراج البقايا الأثرية. وضعية الفضاء لم تكن تشجع المواطنين والسياح على ارتياده لشدة انتشار النفايات والفضلات التي كان السكان المجاورون للموقع يرمون بيها فيه. وكان الموقع يمتد على مساحة 39 هكتارا قبل سنوات، لتتقلص إلى 12 هكتارا، بفعل الإهمال الذي أدى إلى اكتساح النفايات واستغلال أرجائه في بناء بعض الأحياء الشعبية، فيما لا يتوفر على سور منيع يحول دون زحف الحجارة التي غطت وأثرت على المستويات الأثرية. وفي سنة 2015، تم إطلاق مشروع إعادة تهيئة الموقع ليصبح فضاء أركيولوجيا بمواصفات تحافظ على مكوناته وتعرف بها لدى الزائرين. وتقدر كلفة مشروع تهيئة موقع “سيدي عبد الرحمان”، بحوالي 40 مليون درهم، تحرص وزارة الثقافة كمالكة للمشروع أن يوفر لمدينة الدارالبيضاء، بنية تحتية ثقافية ذات جودة عالية لتصبح نقطة جذب للزوار والسياح. وأصبح الفضاء الأركيولوجي يضم مسارين، الأول “مسار تفسيري” ممتد على حوالي 1200 متر، مخصص للاكتشاف والتعلم، ويتكون من “الهاوية الكبيرة”، و”كهف الدب”، والثاني طريق تفسيري على مسافة 1200 متر، مخصص لأنشطة متعددة منها 5 أوراش عمل، “ورش عمل تفسيري في الحفر الأثري”، و”ورشة النار” و”ورشة تشذيب أدوات ما قبل التاريخ”، و”ورشة الصيد” و”ورشة المنحوتات وآثار الحيوانات”.