يعرف موقع ليكسوس الأثري حاليا ورشا جديدا من الحفريات الأركيولوجية تحت إشراف محافظ الموقع، الخبير الأركيولوجي الأستاذ هشام الحسيني الذي يقود العملية بتعاون مع المحافظين المساعدين و ثلة من طلبة المعهد الوطني لعلوم الآثار و التراث بالرباط، هؤلاء الطلبة الذين غادروا الموقع بسبب بداية الموسم الدراسي الحالي. بدأ الورش يوم 06/09/2016 في بقعة مساحتها 15/15 م حددت إحداثياتها بعد استخدام تقنية المسح الكهربائي الذي كشف عن وجود هياكل و بنيات أركيولوجية بارزة المعالم. هذه المرحلة الأولى من الحفريات في هذا الورش أفضت إلى وجود طبقة أولى عبارة عن مزبلة من الفترة الإسلامية ( الموحدية / المرينية )، ستفيد لا محالة في التعرف على أنماط العيش و الوسائل المستخدمة في تلك المرحلة التاريخية، هذه المزبلة من الواضح أنها حفرة نفايات لا يقل عمقها عن متر واحد، كانت الطريقة التي يتخلص فيها المسلمون من نفاياتهم، طريقة و إن كانت جيدة و سليمة من النواحي الحضارية و البيئية لكنها بالتأكيد أضرت بشكل مباشر بالبنيات الأركيولوجية الموجودة تحتها. أغلب اللقى في هذه المرحلة من الحفر عبارة عن بقايا عظام المواشي ( بقر / غنم / ماعز / دواجن ) و القواقع البحرية و الأواني الخزفية المكسرة.. جلها من المرحلة الإسلامية، هذا الورش الذي سيستهلك بكل تأكيد عناء و وقتا مهمين، من المنتظر أن يفضي إلى الكشف عن بنيات أركيولوجية قديمة من الفترة الرومانية الحديثة على أقل تقدير. نشير أخيرا أننا سجلنا لقاء من ذ هشام الحسيني محافظ موقع ليكسوس الأثري سنعمل على عرضه لاحقا إن شاء الله، يتحدث فيه عن مراحل الحفريات، و مشاريع وزارة الثقافة بالموقع خاصة تلك التي تتعلق بتهيئة الموقع للاستغلال السياحي، و تطورات مشروع مقر المحافظة و المتحف الأثري، حيث أكد لنا أن جميع اللقى الأثرية لموقع ليكسوس منذ سنة 1995 إلى الآن لا تزال محفوظة جميعها بالعرائش وتنتظر عرضها على العموم في متحف محلي لائق و جاهز. كل هذا يحسن منسوب التفاؤل لدينا في إمكانية إعادة الاعتبار لحاضرة ليكسوس و مدينة العرائش التاريخية و تراثها الغني، و كذا استغلاله على الوجه الصحيح لبلوغ الطفرة الثقافية و السياحية المنشودة ومحاولة اللحاق بركب التنمية الاقتصادية و البشرية.