في السنوات الأخيرة بات المغرب يولي أهمية كبرى للشق الديني في افريقيا، مصادر إعلامية أفادت، أن جلالة الملك محمد السادس أعطى موافقته لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، خلال إحياء ليلة المولد النبوي بالرباط، ببناء ثلاثة مساجد مغربية كبرى بكل من العاصمة التنزانية دار السلام والعاصمة الغينية كوناكري وكذا العاصمة الاقتصادية للكوت ديفوار أبيدجان، ينضاف إلى تكوين مئات الأئمة المنحدرين من دول جنوب الصحراء سنويا بالمغرب. التوجه المغربي نحو الدول الافريقية عن طريق نهج دبلوماسية ذات بعد جديد من خلال التركيز على البعد الديني والروحي في هاته الدول يكتسي عدة أبعاد، ويتفق مع هذا المعطى رئيس الفدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، معتبرا أن المغرب سلك الدبلوماسية الروحية مكنته من تمتين العلاقات في العمق الافريقي. وأضاف بنحمو، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس يحظى بمكانة عالية في افريقيا كقائد ديني للبيت الشريف، موضحا في نفس الوقت، أن وصول الإسلام بمذهبه المالكي والممارسة التصوفية للإسلام المعتدل في هاته الدول كانت من الروابط التي ساهمت في تقوية العلاقات مع هاته الدول خاصة في مرحلة تعرف تهديدا كبيرا للأمن الروحي في العديد من الدول وامتداد ممارسات دينية دخيلة ومتطرفة. ويرى بنحمو، أن تفعيل هذا الحضور الديني من خلال بناء فضاءات ومساجد للعبادة بمواصفات مغربية مكن هؤلاء المسلمين الأفارقة من ممارسة شعائرهم الدينية في أجواء ملائمة، مشيرا إلى أن هاته الدول الافريقية تشيد بالدور المغربي في الاشراف أيضا على تكوين وتأطير الأئمة، تزويد وتوفير المساجد بمصاحف القرآن، كل هذه الإجراءات تدخل في إطار ضمان الامن الروحي. وختم رئيس الفدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، حديثه بالقول، إن الشعوب الافريقية المسلمة تبدي ثقتها الكبيرة في المغرب وفي القيادة الملكية.