تعيش عدد من المناطق بضواحي مدينة شيشاوة، منذ بداية شهر نونبر الجاري، حالة استنفار قصوى، بعدما أصاب مرض "اللسان الأزرق" عددا من رؤوس الأغنام. وتسبب هذا المرض، وفق مصادر محلية، في نفوق العشرات من الأغنام، في حين طالب مربو الماشية والكسابة ممثلي وزارة الفلاحة وباقي المتدخلين باحتواء الوضع. وفي هذا السياق، ولمعرفة الإجراءات والتدابير الوقائية التي اتخذتها السلطات المحلية والمصالح الصحية للتدخل للحيلولة دون تطور المرض وانتشاره، أكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) في جواب كتابي لموقع القناة الثانية، أنه تم تسجيل هذا المرض في ست ضيعات فلاحية مخصصة لتربية الأغنام وبلغ عددهم 29 رأسا موزعين على أربع جماعات قروية وهي مجاط والسعيدات وسيدي بوزيد وسيدي محمد دليل. وأضاف المكتب، أن المصالح البيطرية التابعة له، قامت فور علمها بالمرض بهذه المناطق بتلقيح إلى حد الساعة 800 رأس من الأغنام بالضيعات المصابة وحولها إلى جانب عزل الأغنام المصابة، مبرزا أن، "عملية التلقيح لاتزال مستمرة بتنسيق مع السلطات المحلية، حيث سيتم تلقيح حوالي 10.000 رأس من الأغنام المتواجدة بالضيعات المجاورة من طرف المصلحة البيطرية بإقليم شيشاوة التي تسهر بكيفية مستمرة على تتبع الحالة الصحية للقطيع بالإقليم بتعاون مع الأطباء البياطرة الخواص وبتنسيق مع السلطات المحلية"، يقول المكتب. وأوضح المكتب في ذات التصريح، أن الحالة الصحية الراهنة للقطيع تبقى مُرضية بالإقليم، بحيث أن الانعكاسات الاقتصادية لهذا المرض تبقى ضئيلة. وجدد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، تأكيده على أنه يسهر باستمرار على تتبع الحالة الصحية للقطيع الوطني إزاء داء "اللسان الأزرق" وباقي الأمراض الأخرى وبهدف التصدي لكل حالة مرضية في وقتها. يشار إلى أن، مرض "اللسان الأزرق" أو الحمى النزلية عند الأغنام، من الأمراض الفيروسية التي تصيب المجترات بصفة عامة والأغنام بصفة خاصة، ويتكون هذا المرض من 24 عثرة فيروسية، وينتقل عن طريق البعوض الذي يتواجد بكثرة في الأماكن الرطبة كالوديان والبرك والأحواض المائية والمستنقعات كما أن هذا مرض لا ينتقل إلى الإنسان. وفي المغرب، ظهر هذا المرض لأول مرة سنة 2004، وتم اتخاذ حينها عدة إجراءات وقائية للسيطرة عليه، ونظرا للظروف المناخية الملائمة لتكاثر الحشرة الناقلة لهذا المرض في بعض المناطق التي تتميز بالرطوبة والحرارة، تم ظهوره بعد ذلك بمناطق أخرى بشكل موسمي وحسب الظروف المناخية، وتعمل السلطات المختصة بتدابير وقائية منها تلقيح الأغنام، محاربة البعوض الناقل، عزل الحيوانات المصابة، تحسيس المربين بالمرض.