جنّد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "ONSSA"، مصالحه الإقليميةبالجديدة بتعاون وتنسيق مع السلطات المحلية ، إثر اكتشاف أغنام مصابة بمرضٍ تسبّبَ في نفوق العشرات من الأغنام بدوّار الحيرش بجماعة بولعوان بإقليمالجديدة ، حيث تبيّن بعد إجراء التحاليل المخبرية من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "ONSSA " أن قطعان الأغنام مصابة بداءٍ يعدّ من بين الأمراض الخطيرة، ويُطلق عليه اسم "اللسان الأزرق" . وعرف دوار الحيرش بجماعة بولعوان عملية تلقيح واسعة وذلك يوم الجمعة 04 دجنبر 2020 على الساعة العاشرة صباحا، من أجل القضاء عليه والحيلولة دون تطور المرض وانتشاره ، أشرف عليها طاقم طبي مكوّن من أربعة أطباء بياطرة من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية وبحضور السلطات المحلية، وشملت جميع رؤوس الأغنام بالدوار حيث تم تلقيح حوالي 400 رأس من الأغنام المتواجدة بدوار الحيرش تفاديا لانتشار المرض، في الوقت الذي أكّد أحد المشرفين على العملية أن هذا الداء معروف بسرعة انتقاله بين المواشي، خاصة الأغنام، فيما تبقى اللقاحات الوقائية السبيل الوحيد لحماية هذه الحيوانات منه. ويُعتبر مرض "اللسان الأزرق" أو الحمى النزلية عند الأغنام، من الأمراض الفيروسية التي تصيب المجترات بصفة عامة والأغنام بصفة خاصة ويتكون هذا المرض من 24 عثرة فيروسية، وينتقل عن طريق البعوض الذي يتواجد بكثرة في الأماكن الرطبة كالوديان والبرك والأحواض المائية والمستنقعات كما أن هذا المرض لاينتقل إلى الإنسان. ويظهر بشكل موسمي وحسب الظروف المناخية خصوصا المناطق التي تتميز بالرطوبة والحرارة ، وتكون نسبة إصابة الأبقار به قليلة مقارنة بالأغنام،وتعمل السلطات المختصة بتدابير وقائية منها تلقيح الأغنام ، محاربة البعوض الناقل ، عزل الحيوانات المصابة ، تحسيس المربين بالمرض. ومن بين أعراض "اللسان الأزرق"، ارتفاع درجة حرارة الحيوان المصاب، والخمول وفقدان الشهية، والزيادة في إفرازات الأنف واللعاب، والتهاب الفم والأنف والغشاء المخاطي للفم واللثة واللسان، والتهاب الرئتين والعينين، وتكوّن بقع زرقاء داخل الفم في المراحل الأولى، واتخاذ اللسان لونا أزرقا في المراحل المتقدمة والحادة. وبحسب المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "ONSSA"، فإن هذا المرض ظهر لأول مرة في المغرب شهر شتنبر 2004 في جهة الغرب، قبل أن يتمّ تسجيل حوالي 1876 حالة في 14 إقليم، مع معدّل نفوق لا يتجاوز 1.3 في المائة، كما ظهر من جديد سنة 2006 بالجهة الشرقية للمملكة، مسجّلا 2028 حالة موزعة على 19 إقليم، حيث بلغ معدّل النفوق حينها 0.75 في المائة . وعن التدابير المتخذة لحماية المواشي، فقد سطّر "ONSSA" عددا من الإجراءات لمواجهة "اللسان الأزرق" والحيلولة دون انتشاره، من بينها التلقيح الجماعي لمختلف أصناف الماشية، والعناية الصحية بالحالات المرضية المسجّلة، ومكافحة الحشرات الناقلة للفيروس والحد من تكاثرها، ورصد العلامات السريرية لهذا الداء. وقد لقيت عملية التلقيح أصداء إيجابية واستحسانا كبيرا لدى مربي الماشية وساكنة جماعة بولعوان.