جنّد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية مصالحه الإقليميةبالجديدة، إثر اكتشاف أغنام مصابة بمرضٍ تسبّبَ في نفوق عدد منها بدوّار الحيرش ضواحي بولعوان، حيث تبيّن بعد إجراء التحاليل المخبرية أن قطعان الأغنام مصابة بداءٍ يعدّ من بين الأمراض الخطيرة، ويُطلق عليه اسم "اللسان الأزرق". وعرف دوّار الحيرش عملية تلقيح واسعة، أشرف عليها طاقم طبي مكوّن من أربعة بياطرة، وشملت جميع رؤوس الأغنام بالمنطقة تفاديا لانتشار المرض، في الوقت الذي أكّد أحد المشرفين على العملية أن هذا الداء معروف بسرعة انتقاله بين المواشي، خاصة الأغنام، فيما تبقى اللقاحات الوقائية السبيل الوحيد لحماية هذه الحيوانات منه. ويُعتبر "اللسان الأزرق" مرضا وبائيا يصيب المجترّات عموما، ويظهر بشكل كبير في فصل الصيف، وتكون نسبة إصابة الأبقار به قليلة مقارنة بالأغنام، حيث يتسبب فيه فيروس ينتقل عن طريق الحشرات، خاصة البعوض ومفصليات الأرجل، كما أن نسبة النفوق تقلّ كلّما حظيت المواشي بالعناية والتلقيح الوقائي، وذلك لعدم وجود علاج لهذا الداء إلى حدود الساعة. ومن بين أعراض "اللسان الأزرق"، ارتفاع درجة حرارة الحيوان المصاب، والخمول وفقدان الشهية، والزيادة في إفرازات الأنف واللعاب، والتهاب الفم والأنف والغشاء المخاطي للفم واللثة واللسان، والتهاب الرئتين والعينين، وتكوّن بقع زرقاء داخل الفم في المراحل الأولى، واتخاذ اللسان لونا أزرقا في المراحل المتقدمة والحادة. وبحسب المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، المعروف اختصارا ب "ONSSA"، فإن هذا المرض ظهر لأول مرة في المغرب شهر شتنبر 2004 في جهة الغرب، قبل أن يتمّ تسجيل حوالي 1876 حالة في 14 إقليم، مع معدّل نفوق لا يتجاوز 1.3 في المائة، كما ظهر من جديد سنة 2006 بالجهة الشرقية للمملكة، مسجّلا 2028 حالة موزعة على 19 إقليم، حيث بلغ معدّل النفوق حينها 0.75 في المائة. وعن التدابير المتخذة لحماية المواشي، فقد سطّر "ONSSA" عددا من الإجراءات لمواجهة "اللسان الأزرق" والحيلولة دون انتشاره، من بينها التلقيح الجماعي لمختلف أصناف الماشية، والعناية الصحية بالحالات المرضية المسجّلة، ومكافحة الحشرات الناقلة للفيروس والحد من تكاثرها، ورصد العلامات السريرية لهذا الداء.