طورت الجماعات الإرهابية، وبالتحديد تنظيم "داعش" الإرهابى، أسلوب استقطاب الشباب وضمهم فكريًا وتنظيمًا له من أجل تنفيذ مخططه الإرهابى، حيث يستهدف فئات عمرية محددة تكون مجهزة نفسيًا لتقبل أفكاره المتطرفة. فعكس التنظيمات السابقة مثل القاعدة التي كانت تعتمد على التجمعات السرية والمساجد من أجل غسل أدمغة الشباب وجعلهم يتشربون التطرف حد الرغبة في تفجير أنفسهم، طور تنظيم داعش أسلوبا جديدا يعتمد أساسا على اختراق مواقع التواصل الاجتماعي. داعش أصبحت تجند عددا مهما من الشباب المغربي عن طريق استغلال ما اصبح يمنحه التطور التكنولوجي في مجال التواصل الاجتماعي العابر للقارات، يقول الخبير الأمني محمد اكضيض، في تصريح خاص لموقع القناة الثانية. الخبير الأمني يعتبر ان هذا النوع من الاستقطاب اصبح عملية روتينية، خاصة عبر العالم الأزرق الفايسبوك ، كتكنولوجيا متاحة و توفر إمكانية الاستقطاب عن بعد. فالاتصال المباشر لم يعد يعط النتيجة المرجوة منه كما هو الامر بالنسبة الإنترنيت، يضيف اكضيض، مشيرا إلى أن ''المكلفين باستقطاب المقاتلين يتصيدون الشباب الذين يعيشون حالة من الإحباط و اليأس، في الواقع الحقيقي ويلجؤون للفضاء العنكبوتي من أجل تخدير أنفسهم بالموسيقى و الأفلام البورنوغرافية ، ليرسوا في النهاية وسط أفكار هذه التنظيمات الاجرامية بعد ان تكون قد أنهكتهم الطريق نحو البحث عن الذات.'' وأوضح الخبير الأمني أن معظم هؤلاء الشباب يسقطون في الفخ الذي ينصبونه لهم الإرهابيون، حيث يتصورون أن اعتناقهم للخطاب الديني المتطرف سيرفعهم الى عالم المثل و عالم الجنة و الحوريات ، فيتم إقناعهم بسهولة بضرورة الجهاد من اجل هذا العالم، بكل الطرق.