لا يزال العشرات من المغاربة الذين قدموا إلى تركيا يكافحون للعودة إلى المغرب بعدما تفاجؤوا بأنهم محرومون من الاستفادة من رحلات الترحيل الاستثنائية التي شرعت شركات الطيران في تنظيمها منذ 15 دجنبر الجاري إلى غاية 23 منه. وأفاد مواطن مغربي عالق بتركيا أن شركة الطيران أخبرته أنه لن يكون بمقدوره السفر على متن الرحلات الجوية التي سمحت بها السلطات المغربية بصفة استثنائية من أجل تمكين المواطنين المغاربة الذين ظلوا عالقين إثر توقف الرحلات الجوية من العودة إلى المملكة، مشيرا في تصريح لموقع القناة الثانية أنه جرى منعه إلى جانب العشرات من المغاربة من تسجيل إركابهم في هذه الرحلات بدعوى أنهم قدموا إلى تركيا قبل فاتح أكتوبر، حيث أخبرتهم شركات الطيران أن هذه الرحلات مخصصة فقط للمغاربة الذين حلو بتركيا بعد هذا التاريخ إلى غاية الإعلان عن قرار إغلاق الحدود يوم 28 نونبر المنصرم. وتساءل ذات المتحدث عن أسباب هذا النهج المتشدد الذي تتعامل به الحكومة في مسألة السماح للمغاربة بالعودة إلى ديارهم وعائلاتهم، معربا عن استياءه مما وصفه بسياسة التمييز التي تطبقها الحكومة، مؤكدا أن هذا القرار غير مبرر ومجانب للصواب ولم يتم الإعلان عنه بطريقة رسمية سواء من طرف الحكومة أو اللجنة بين الوزارية للتنسيق وتتبع جائحة كوفيد-19، حيث تفاجأ به العديد من المواطنين في المطار أثناء استعدادهم لركوب الطائرات التي حجزوا على متنها. وأضاف أن شركات الطيران اقترحت على هؤلاء المغاربة الذين قدموا إلى تركيا قبل فاتح أكتوبر تمكينهم من تذاكر مفتوحة صالحة إلى غاية الإعلان عن قرار جديد يهم هذه الفئة، مشيرا إلى أن هذا المقترح لا يفيد في شيء لا سيما أن المغاربة العالقين يعانون حاليا من نفاذ أموالهم ويواجهون شبح مخالفة القوانين التركية. وكانت اللجنة البين الوزارية لمواجهة كوفيد، والمكونة من وزارات الداخلية، الخارجية، الصحة والنقل، قد أعلنت بداية هذا الأسبوع، أنها سمحت، بصفة استثنائية، بالرحلات الجوية للركاب نحو المملكة انطلاقا من البرتغالوتركيا والإمارات العربية المتحدة. واتهم مغاربة عالقون بتركيا جراء قرار إغلاق الحدود شركات الطيران بفرض أسعار "فلكية" للاستفادة من هذه الرحلات، حيث تراوحت بين 7 آلاف درهم و 15 آلاف درهم للتذكرة الواحدة، مستغربين كيف تسمح الحكومة لهذه الشركات بفرض مثل هذه الأسعار "الجنونية" في الوقت الذي لا يستطيعون فيه حتى تحمل تكاليف الإقامة حاليا في تركيا، مشددين على ضرورة تدخل السلطات لأنه من غير المعقول أن يتحملوا مثل هذه المصاريف في هذه الظرفية. وحطت أمس الخميس بمطار الرباطسلا أول رحلة جوية استثنائية لترحيل المغاربة العالقين جراء قرار إغلاق الحدود قادمة من مدينة اسطنبولبتركيا، حيث خصصت السلطات خمس حافلات لنقلهم من مطار سلا إلى إحدى الفنادق بمدينة الدارالبيضاء وذلك بعد إجراء اختبارات للكشف عن كورونا وتسليم جوازات سفرهم، حيث سيقضون حجرا صحيا من سبعة أيام على نفقة الحكومة.