عبر عدد كبير من المغاربة العالقين في تركيا عن استيائهم من قرار الحكومة المغربية القاضي بتمديد تعليق الرحلات الجوية المباشرة للمسافرين من وإلى المغرب، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 29 نونبر الماضي لمدة أسبوعين، إلى تاريخ لاحق، والذي تم تبريره بالانتشار السريع للمتحور الجديد لكوفيد-19 أوميكرون، خصوصا بأوروبا وإفريقيا. ووجد المئات من المواطنين المغاربة، سواء الذين قدموا إلى تركيا بغرض السياحة أو العلاج، أنفسهم عالقين فجأة ومن دون أي سابق إنذار جراء القرار الحكومي، حيث بات عدد منهم مهددين بفقدان وظائفهم وتضرر مصالحهم بالمغرب، خاصة وأن قرار التمديد لم يحسم بشكل قاطع في تاريخ إعادة فتح الأجواء المغربية. ويأتي هذا القرار بعدما تفاعل المواطنون المغاربة العالقون بتركيا بكثافة مع بعض التقارير الإعلامية التي نقلت عن أعضاء باللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة فيروس كورونا، إعطاء موافقتهم على إعادة فتح الحدود المغربية، وذلك خلال اجتماعها المنعقد أول أمس الأربعاء، قبل أن تخرج وزارة الصحة ببلاغ تكذب فيه أعضاء من اللجنة العلمية وتؤكد أن ما صرحوا به لوسائل الإعلام "زائف ولا أساس له من الصحة". وعجت مجموعات تم إحداثها على تطبيق واتساب بتساؤلات المغاربة العالقين بتركيا حول مصيرهم بعد هذا القرار، واصفين تداعياته ب "الكارثية" على استقرارهم الاجتماعي والنفسي، كما صبوا جام غضبهم على تدبير الحكومة لهذا الملف وتأخرها في ترتيب رحلات لإعادتهم إلى المملكة على غرار مجموعة من الدول التي أرسلت طائراتها لترحيل رعاياها العالقين في المغرب. وبعد الإعلان عن القرار، توجه مجموعة من المغاربة اليوم الجمعة إلى القنصلية المغربية باسطنبول للاستفسار حول التدابير التي سيتم اتخاذها لترحيلهم إلى المغرب، لكن أجوبة القنصلية ظلت مقتصرة على تأكيد أنها تنتظر التعليمات الرسمية من الرباط قبل اتخاذ أي خطوة في هذا الإطار. وعلم موقع القناة الثانية من مصادره أن العشرات من المغاربة يستعدون لتنظيم وقفة أمام مقر القنصلية المغربية يوم الاثنين المقبل للمطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة تمكنهم من العودة إلى المغرب وإنهاء معاناتهم التي انطلقت مع الإعلان عن القرار الحكومي يوم 29 نونبر قبل أن تزداد تعقيدا مع بلاغ الخميس. وبدأت تداعيات قرار تعليق الرحلات الجوية ترخي بظلالها على العديد من المواطنين المغاربة الذين استنفذوا أموالهم وباتوا على شفير التشرد، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المبيت في الفنادق والشقق السكنية، والتي زادت قيمتها بالتزامن مع انهيار قيمة الليرة المحلية ووصول معدل االتضخم إلى مستويات غير مسبوقة. وقالت مواطنة مغربية تدعى جملية في تصريح لموقع القناة الثانية إنها عرضت على بعض المغربيات اللواتي يواجهن صعوبات مالية مشاركتها شقة تكتريها باسطنبول التي قدمت إليها بغرض العلاج، مشيرة إلى أنه كان من المفترض أن تغادر تركيا نهاية الشهر الحالي قبل أن تتفاجأ بتمديد قرار تعليق الرحلات الجوية إلى غاية مطلع العام المقبل، وهو ما سيحتم عليها تمديد إقامتها وأداء مصاريف كراء إضافية لا تتوفر عليها في الوقت الحالي. من جانبها، أكدت مغربية أخرى تدعى سناء أن هذا الوضع أصابها بالاكتئاب خاصة أنه لم يتضح بعد تاريخ فتح الحدود، وما يزيد الأمر سوءا على حد تعبيرها أنها مقبلة على فترة الامتحانات بالمغرب، حيث أن عدم اجتيازها يهدد مسارها الأكاديمي وقد يؤدي بها إلى الفشل في الحصول على شهادتها الجامعية.