مصير مجهول تماما، ذلك الذي يعيش على وقعه الآف من المغاربة العالقين بالخارج منذ أسبوع تقريبا، وذلك على خلفية قرار تعليق الرحلات الجوية الذي اتخذته السلطات المغربية تزامنا مع ظهور متحور "أوميكرون". وبحسب مصادر خاصة للموقع ، فإن العديد من المغاربة العالقين بالخارج، وتحديدا بدول أوربية وخليجية، من قبيل الامارات، فرنسا، تركيا، انجلترا.. أصبحوا اليوم عرضة للتشرد بعد أن نفذت كل نقودهم ، حيث أكدت مصادرنا من الإمارات أن عددا منهم لم يجد بدا سوى النوم بالشارع بسبب غلاء المعيشة وأسعار الفنادق والشقق السياحية بالتحديد، وصاروا يعيشون على ما يجود به عليهم بعض مواطنيهم من المقيمين . بينما في تركيا ، يتردد مئات المغاربة يوميا على القنصلية العامة بإسطنبول، حاملين حقائبهم وأغراضهم، بحثا عن حلول عاجلة لوضعيتهم، بعد أن تقطعت بهم الحبال، حيث أن معظمهم استنفذ ميزانية السفر، أو شارف على ذلك، وصاروا يبحثون عن مأوى بأبخس الأسعار أو اكتراء منازل بشكل جماعي، لتدبير هذا الوضع المفاجئ . وبسبب الغموض الكبير الذي يلف هذا الموضوع، خاصة في ظل غياب أي رؤية مستقبلية حول التواريخ المحددة لترحيل العالقين، فإن العديد من هؤلاء يواجه اليوم عقوبة "الطرد من العمل" بسبب طول فترة الغياب، إلى جانب عالقين آخرين، منهم من تنظره مواعيد طبية، ومنهم من هو مطالب بسداد "طريطات"، ومنهم من ترك خلفه مشاكل بالجملة تنتظر حلا لها.. وأمام هذا الوضع الصعب جدا الذي يتكبده العالقين بالخارج، لم تكشف الحكومة المغربية إلى اليوم عن قرارات رسمية بخصوص مصير هؤلاء العالقين، ولا حتى تواريخ ترحيلهم إلى بلدهم المغرب، على الرغم من أنها تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية فيما يقع، خاصة بعد أن اتخذت قرار الإغلاق في الدقيقة ال90، مانحة حيزا زمنيا غير كاف بتاتا من أجل عودة العالقين إلى بلدهم ، على اعتبار أن الأمر يتعلق بحجز تذكرة سفر جوي من بلد إلى آخر، وليس التنقل من مدينة إلى أخرى بنفس البلد. وحسب بعض المصادر من تركيا، فقد بلغت تذاكر السفر نحو الدارالبيضاء، مباشرة بعد القرار الحكومي أزيد من 10 الآف درهم، وهناك مغاربة كشفوا للموقع، أنهم تعرضوا للنصب من قبل وكالات بإسطنبول بعد أن حجزت لهم تذاكر وهمية بمبالغ تفوق 13 ألف درهم، مستغلة حاجتهم القوية في العودة إلى أرض الوطن في الساعات الأخيرة قبل إغلاق الحدود. وعبر عدد من المغاربة العالقين في حديثم للموقع عن استعدادهم للخضوع لكافة الشروط التي قد تحددها الحكومة من أجل عودتهم إلى المغرب، بدل المكوث القسري في الغربة، علما أن الفترة الحالية هي الأنسب لفتح الحدود أو تخصيص رحلات إستثنائية، على اعتبار أن المؤشرات العلمية الأولية تشير إلى أن "أوميكرون" ليس بالخطورة لتي يمكن تصورها، كما أن تمديد الإغلاق الحالي تزامنا مع فترة رأس السنة الميلادية ،يبقى المعطى الأكثر إثارة لمخاوف عدد من العالقين، الذين تحدث إليهم الموقع، على اعتبار إمكانية حدوث موجات وبائية بسبب كثرة التجمعات والاحتفالات في الدول الغربية، وهو الأمر الذي قد يطيل المقام الجبري للمغاربة العالقين عبر مختلف بقاع المعمور.