سجلت حجوزات السفر إلى تركيا من طرف السياح المغاربة ارتفاعا في الآونة الأخيرة بالتزامن مع هبوط قيمة الليرة التركية إلى مستويات غير مسبوقة. وكشف موظف بوكالة للأسفار بمدينة الدارالبيضاء في تصريح لموقع القناة الثانية أن حجوزات الرحلات السياحية إلى تركيا خلال شهري أكتوبر ونونبر عرفت زيادة ملحوظة، حيث تم تنظيم رحلات طيلة الشهر بإجمالي عدد مسافرين إلى تركيا بلغ 200 شخص خلال شهر أكتوبر فقط. واستمرت وتيرة الإقبال على السفر إلى تركيا من طرف المغاربة خلال شهر نونبر منحاها التصاعدي، حيث برمجت عدة رحلات سياحية إلى هذا البلد ابتداء من 2 نونبر إلى غاية الثلاثين منه، وسافر على متنها أكثر من 160 مغربيا من مختلف المدن المغربية، قبل أن يتم إلغاء الرحلات التي أعقبت قرار إغلاق الحدود. ويفسر هذا الإقبال الكبير على السفر تواجد المئات من المغاربة حاليا بتركيا والذين وجدوا أنفسهم فجأة عالقين ودون القدرة على العودة إلى المملكة بعد القرار الذي اتخذته الحكومة المغربية والقاضي بإغلاق الحدود الجوية والبحرية للبلاد لمنع انتشار المتحورة أوميكرون. وتابع نفس المصدر أن أسباب إقبال المغاربة على السفر إلى الخارج بالرغم من استمرار سريان حالة الطوارئ الصحية للبلاد متعددة، ومن بينها الرغبة في تغيير الأجواء بعد قضاء فترة طويلة في الحجر الصحي، وذلك بالتزامن مع تخفيف القيود وإعادة فتح الرحلات الدولية. ولم يستبعد ذات المتحدث أن يكون انهيار قيمة الليرة التركية عاملا في دفع أعداد متزايدة من المغاربة للسفر إلى تركيا، لا سيما وأنها وصلت قبل قرار إغلاق الحدود إلى مستوى 15 ليرة لكل أورو، فيما بلغت قيمتها 1.48 مقابل الدرهم المغربي. وقال أحمد، مواطن مغربي من الدارالبيضاء مقيم بتركيا، إن تقلبات الليرة التركية وانخفاضها بشكل غير مسبوق مقابل سلة العملات الصعبة، وخاصة الأورو والدولار، ساهم بشكل كبير في جذب أعداد متزايدة من السياح المغاربة، خاصة الراغبين في التسوق خلال فترة نهاية السنة، حيث أن انهيار العملة المحلية أدى مثلا إلى تراجع أسعار ماركات الملابس التركية بالمقارنة مع مثيلاتها في المغرب، كما ينسحب نفس الأمر على بعض الماركات العالمية المعروفة. بالمقابل، أشار نفس المتحدث إلى وجود سلبيات لهذا الانخفاض، خاصة فيما يتعلق بالتضخم، حيث أدى تراجع قيمة العملة المحلية إلى ارتفاع أسعار كراء العقارات كالفنادق والشقق السكنية، وهو ما يلسمه السياح المغاربة العالقين بتركيا، مضيفا أن هذا المعطى يستغله بعض الأتراك لفرض أسعار مرتفعة على السياح، وبالتالي انتقل مثلا سعر كراء شقة من غرفتين من 2000 ليرة إلى 3300 ليرة، حيث يفسرون هذا التوجه بتهاوي الليرة، وعلى السائح تحمل الفرق.