أوقفت إجراءات البنك المركزي التركي تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار وأعادتها للتعافي، لكنها لم توقف سيلاً من الاقتراحات والنصائح التي تغص بها وسائل الإعلام المحلية لاستعادة قيمة الليرة في مواجهة الدولار. وخلال الساعات 48 الماضية، سجلت الليرة تحسنا كبيرا، فصُرف الدولار بأقل من ست ليرات تركية ظهر الأربعاء، بعدما كان بلغ 7.15 ليرات فجر الاثنين. ويقول بعض الاقتصاديين إن ارتفاع سعر الصرف لن ينعكس بالضرورة بشكل تضخم في الأسواق ما دامت الأسعار لم تتأثر بزيادات لافتة، ولكن تحقيق ذلك يحتاج إلى دعم حكومي مستمر على السلع الرئيسيّة، والمحروقات على وجه التحديد. مساع حكومية وتبذل الحكومة التركية جهدا كبيراً لجذب العملة الصعبة للبلاد من جهة، وتقليل الطلب داخلياً على الدولار من جهةٍ أخرى، لا سيما في مساعيها للتنسيق المباشر بين الدول المتضررة من الحصار الأميركي، وجعل التجارة بينها بعملاتها الوطنية وعدم التعامل بالدولار. ومن المقترحات أيضا ألا يقوم البنك المركزي بتجديد القروض والسندات أو إعادة جدولتها، وأن يبادر إلى إصدار صكوك مقومة بالدولار بغض النظر عن موقف أميركا السياسي والاقتصادي من تركيا. كما تنتشر دعوات في تركيا لرفع تأشيرات الدخول عن بعض الجنسيات كمواطني ليبيا الذين سيتيح توافدهم الكثيف على البلاد إدخال عملة صعبة يقدرها بعض الخبراء بنحو ستة مليارات دولار خلال عام واحد. وقال نبيل الغانم رئيس مجلس الوجهاء والأعيان اليمنيين في تركيا للجزيرة نت إن رفع التأشيرات عن المستثمرين اليمنيين سيسهم في تدفق مئات الملايين إن لم يكن المليارات من الدولارات إلى الأسواق التركية. وأوضح أن لدى تجار اليمن دوافع حقيقية في دعم اقتصاد تركيا، مستشهدا على ذلك بقصة الشاب اليمني الذي حوّل مؤخرا مبلغ مليون ومئتي ألف دولار إلى العملة التركية دعما لليرة. وفِي خضم كل ذلك، يقرأ بعض المختصين في انخفاض الليرة التركية فرصة لإنعاش الاستثمارات الخارجية، خاصة في قطاعات السياحة والعقار. ويعول الأتراك كثيرا على تحقيق موسم استثنائي في مجال السياحة، إذ تشير التوقعات إلى أن عام 2018 سيشهد أعلى نسبة تدفق للسياح على البلاد، مع توقعات بأن يزيد عدد السياح الذين زاروا إسطنبول وحدها على أربعين مليون سائح، وهو الأعلى تاريخياً في عدد السياح. وأنعش انخفاض سعر الليرة الإقبال على المرافق السياحية، خاصة الأسواق والمطاعم التي لم تتأثر أسعار منتجاتها بارتفاع سعر صرف الدولار. وسائل جذب وإلى جانب السياحة، تحفل المواقع الإلكترونية التركية بإرشادات لإجراءات من شأن القيام بها الإسهام في دعم الليرة، ومن ذلك شراء المنتجات المحلية وترك المستورد ومقاطعة المنتجات الأميركية والدول المعادية لتركيا. كما انتشرت العديد من الإعلانات التي تدعو الأتراك وأنصارهم إلى اختيار الخطوط الجوية التركية للسفر، وإلى تقديم تسهيلات للتسوق الداخلي لتنشيط السياحة. ودعا الناشط العراقي في تركيا حسين الصوابي أنقرة إلى تنشيط الحركة التجارية مع بلاده عبر الحد من الإجراءات البيروقراطية التي تعرقل النشاط التجاري في نقل البضائع، والاستفادة من انخفاض سعر المنتج التركي بالعملة الصعبة في زيادة كمية صادراته للعراق. ورغم تنوع وسائل الدعم المقترحة لتحسين سعر صرف الليرة، فإن تحويل الدولار إلى العملة التركية يظل الخيار الأكثر مثالية في نظر الكثيرين. وانتشرت صور لحملات دعائية وفعاليات بالأسواق تحث الأتراك والمقيمين، خاصة من العرب ورعايا دول العالم الإسلامي، لاستبدال الدولار بالليرة. فقد ظهرت صور لبائع خضار يعرض تقديم بضاعته مجانا للمتسوق الذي يبرز إيصالا بتحويل ثلاثمئة دولار الى الليرة، وكذلك فعلت بعض المطاعم الشهيرة. كما بادرت الكثير من الفنادق إلى تقديم عروض مبيت مجانية للسائح الذي يبرز إيصالا بتحويل مقتنياته من الدولار إلى الليرة أيضا، حسب الجزيرة.نت.