يعد الأخصائي في تقويم النطق المؤهل لتحديد وتشخيص وتتبع حالة الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، وأكثرها شيوعا هي الاضطرابات في التواصل سواء على مستوى الكتابة أو القراءة. وفي بعض الأحيان، تحتاج مواكبة هؤلاء الأطفال لفريق متعدد التخصصات يضم أخصائيين في العلاج النفسي الحركي وفي علم النفس العصبي. وبهدف تسليط الضوء على هذه الاضطرابات، توضح الأخصائية في تقويم النطق بالمستشفى الجامعي ابن سينا للأطفال، شيماء العيدي، في تصريح لوكالة المغربي العربي للأنباء، العلامات المبكرة لهذه الاضطرابات وكيفية مواكبة الأطفال الذين يعانون منها.
1- ما هي العلامات المبكرة الدالة على وجود صعوبات التعلم ؟ بالنسبة للعلامات التي يتم الانتباه إليها لدى الطفل الذي يعاني من عسر القراءة (dyslexie) أو الطفل الذي يعاني من اضطراب في التعلم، فعادة ما تتمثل في الخلط بين الحروف عن طريق السمع أو القريبة بصريا، سواء من خلال القفز عن الأسطر أثناء القراءة وعدم القدرة على حفظ الدروس المقدمة في القسم، وصعوبة ترتيب الحروف أو المقاطع الصوتية، أو تركيب كلمة أو جملة. ويتعلق الأمر أيضا بحذف بعض الحروف أو عكسها أو إضافة حروف أو استبدالها بأخرى أثناء القراءة، بالإضافة إلى البطء أثناء القراءة. 2- ما المقصود بعسر القراءة ( dyslexie) ؟ يعرف عسر القراءة على أنه صعوبة تعلم خاصة تعيق القدرة على اكتساب مهارات تعلم القراءة والكتابة. فعندما يتعلق الأمر بعسر القراءة، فإننا نتحدث عن طفل ذكي يتلقى تعليمه بشكل عادي ولا يعاني من أي عجز حسي حركي. نتحدث عن عسر القراءة لدى طفل طبيعي تقريبا لديه نمو نفسي وحركي طبيعي، أي أنه بدأ الكلام في السن المحدد، ويتحدث ويناقش، لكنه يواجه صعوبات في المدرسة فقط.
3- كيف تتم عملية التشخيص ؟ من أجل القيام بعملية التشخيص، من الضروري إجراء تقييم لعلاج النطق، لأنه سيمكن من الكشف عن جميع المشاكل. وأولها، التأكد من وجود هذا الاضطراب من عدمه ودرجة حدته. ويمكن أن يعاني الطفل من عسر في القراءة، خفيف أو عميق أو متوسط. وهناك عدة أنواع من عسر القراءة، منها الصوتي والسطحي والمختلط ... وبطبيعة الحال، فإن طريقة التكفل بالأطفال المصابين بهذا الاضطراب تختلف حسب النوع والدرجة والحدة.
4- كيف يمكن مساعدة الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب ؟ يجب أن نبدأ بتقييم علاج النطق، وبطبيعة الحال، التواصل مع المدرسة وإخبار المدرسين بخلاصات هذا التقييم، وأيضا عقد لقاءات مع طاقم التدريس. فليس عدلا أن نرى طفلا ذكيا ومتفاعلا ويحب التعلم، لكنه لا يستطيع للأسف القيام بذلك. ويجب الاستعانة بالتقنيات والمناهج الجديدة لمساعدة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب على التغلب على الصعوبات التي يعانون منها. وتتم المواكبة بشكل عام من خلال حصص يومية ومتعددة التخصصات لتقويم النطق، وإذا أمكن بمساعدة أخصائيين في العلاج النفسي الحركي وعلم النفس العصبي. وبطبيعة الحال، يجب القيام بالتعديلات المدرسية المناسبة لكل طفل. وفي ما يتعلق بالتعديلات على مستوى المدرسة، فإن الأخصائيين في تقويم النطق يطلبون من المدارس التأكد من فهم النصوص المقروءة، ونهج مقاربات التقييم الشفوي، أو على الأقل التحقق من المعارف شفويا في حالة تسجيل فشل على مستوى الكتابة. ويتعين أيضا إيلاء اهتمام أكبر بهؤلاء الأطفال من خلال تمكينهم من الجلوس في المقاعد الأمامية، وعدم معاقبتهم. كما أنه من الضروري منحهم وقتا إضافيا للقيام بواجباتهم المدرسية.
5- كيف يمكن للآباء دعم أبنائهم ؟ المواكبة تبدأ بالدعم النفسي. والتكفل بالأطفال المصابين بهذا الاضطراب يتطلب الصبر والمثابرة والكثير من الوقت. ويكمن الهدف في وضع مناهج للتخفيف من أعراض هذه الصعوبة. لذلك نحن نتحدث عن تكييف الحياة المدرسية لصالح الطفل الذي يعاني من عسر القراءة. وبالتالي، يتعين علينا العمل كفريق واحد مع المدرسين الذين يجب أن يفهموا ما يحدث أثناء حصص إعادة التأهيل ويتصرفوا وفق نفس الرؤية. فالأمر يتعلق بتنسيق بين جميع المتدخلين (المدرسة - أخصائي تقويم النطق - الآباء) بهدف الحد ما أمكن من حدة الأعراض المعيقة في صفوف الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة وحتى تكون لديهم حياة مدرسية طبيعية.