تم مؤخرا ببئر الكندوز (إقليم أوسرد)، تدشين محافظة للنقوش الصخرية والمواقع الأثرية، في إطار تنزيل مقتضيات المكون الثقافي للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. وتم تدشين هذه البنية الثقافية التي رصد لها مبلغ إجمالي يصل إلى مليون درهم ، في إطار تخليد الذكرى ال 46 للمسيرة الخضراء، وذلك من طرف وفد يقوده عامل إقليم أوسرد عبدالرحمان الجوهري. ويشكل هذا المشروع، المحدث من طرف المديرية الجهوية للثقافة بتعاون مع الجمعية المغربية للفن الصخري، والممتد على مساحة 365 متر مربع، فضاء للتثمين والحماية والتعريف بالتراث الثقافي بإقليم أوسرد. وتهدف هذه المحافظة إلى تسليط الضوء على التراث الأركيولوجي والنقوش الصخرية بإقليم أوسرد اللذين يحيلان على الحضور البشري بالمنطقة بطريقة شبه مستمرة منذ العصر الحجري القديم وإلى العصر الحجري الحديث . وتتكون هذه المحافظة من قاعات للعرض تحتوي على أدوات حجرية تعود للعصر الحجري القديم، وقطع حجرية أشولية تم اكتشافها في عدة مواقع بأوسرد ، وتم تجميعها خلال عمل جرد المواقع الأثرية وذلك بغاية تطوير "أطلس" للتراث الثقافي والطبيعي بالإقليم . كما تعرض المحافظة خرائط جيولوجية وأثرية ولقى وعينات أثرية تعود للعصر الحجري الحديث. ويضم فضاء المحافظة أيضا متحفا يحتوي على أهم المعالم الجنائزية الأكثر انتشارا بالإقليم، يضم أشكالا من الآثار الجنائزية. وأكد المدير الجهوي للثقافة، مامون البخاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه البنية الثقافية تندرج في إطار تنزيل مقتضيات المكون الثقافي لبرنامج التنمية المندمجة. من جهتها، قالت الأستاذة الباحثة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، عائشة أوجع، أن إقليم أوسرد يعد متحفا حقيقيا في الهواء الطلق، لكونه يزخر بتراث أثري ومنحوتات صخرية مهمة. وأشارت أوجع، وهي أيضا منسقة مشروع "أطلس" للتراث الثقافي والطبيعي لإقليم أوسرد، إلى أن أشغال الأبحاث الأثرية، التي انطلقت منذ 2014، مكنت من جرد وتوثيق 36 مقبرة بها أكثر من 1736 موقعا أثريا جنائزيا و219 لوحا منقوشا تم تجميعها في حوالي عشرة مواقع، بالإضافة إلى 17 موقعا أثريا تنتمي إلى العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث. ولاحظت، في هذا الصدد، تنوعا كبيرا في معمار الآثار الجنائزية (23 نوعا مختلفا)، بأحجام وأشكال مختلفة للغاية، مبرزة أن هذ الثروة الأثرية لا تقتصر على إقليم أوسرد فحسب، بل تمتد إلى إقليم وادي الذهب.