قالت الأستاذة الباحثة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، عائشة أوجع، إن إقليم أوسرد يضم 1736 موقعا أثريا جنائزيا متنوعا ومحفوظا بشكل جيد. وأوضحت أوجع، خلال لقاء عبر الفيديو نظمته المديرية الجهوية للثقافة بالداخلة – وادي الذهب، مؤخرا، بمناسبة الاحتفاء ب "شهر التراث 2021"، أن إقليم أوسرد يعد متحفا حقيقيا في الهواء الطلق، لكونه يزخر بتراث أثري ومنحوتات صخرية مهمة. وأضافت أنه تم جرد وتوثيق 60 في المئة من مساحة إقليم أوسرد، لافتة إلى أنها مقسمة جيومورفولوجيا إلى منطقتين كبيرتين، هما "تيرس" التي تضم 1251 موقعا أثريا جنائزيا، و"أدرار"، التي تضم 485 موقع أثريا جنائزيا و14 موقعا ما قبل التاريخ. وأشارت أوجع، وهي أيضا ممثلة الجمعية المغربية للفن الصخري، في مداخلة بعنوان "التراث الأثري لإقليم أوسرد''، إلى أن أشغال الأبحاث الأثرية، التي انطلقت منذ 2014، مكنت من جرد وتوثيق 36 مقبرة بها أكثر من 1736 موقعا أثريا جنائزيا و219 لوحا منقوشا تم تجميعها في حوالي عشرة مواقع، بالإضافة إلى 17 موقعا أثريا تنتمي إلى العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث. ولاحظت، في هذا الصدد، تغيرا كبيرا في معمار الآثار الجنائزية (23 نوعا مختلفا)، بأحجام وأشكال مختلفة للغاية، مضيفة أن "هذه المواقع الأثرية، المجمعة في مقابر كبيرة، من المحتمل أن تظهر مرور السكان الرحل ما بين 7000 و3000 سنة قبل الميلاد، لكن التأريخ المباشر فقط يمكنه تسليط الضوء على تطورهم في الزمان وعاداتهم وطقوسهم". وأشارت إلى وجود نقوش صخرية مرتبطة بالمقابر، مشيرة إلى أن الوحيش (بقر، زرافات، ثعابين...) ممثل على الخصوص في أدرار. وشددت المختصة في علوم الآثار أن هذه الثروة الأثرية لا تقتصر على إقليم أوسرد فحسب، بل تمتد إلى إقليم وادي الذهب، باعتباره مجالا غنيا بالمواقع الأثرية والآثار الجنائزية. واعتبرت أنه من الضروري برمجة بعثات التنقيب الأثري للإجابة على عدة أسئلة، من بينها تنوع معمار المواقع الأثرية الجنائزية وطريقة دفن الساكنة وخصائصها المورفولوجية. من جهة أخرى، أعربت أوجع عن أسفها للتدخل البشري في المواقع الأثرية الجنائزية في إقليم أوسرد، والتي تستلزم العناية بها وحمايتها من خلال المراقبة المستمرة لردع كل تخريب محتمل في المستقبل. وقد أنجز هذه الأبحاث الأثرية فريق من الباحثين من تخصصات علمية مختلفة، بينهم خبراء آثار وجيولوجيون وخبراء في الجيومورفولوجيا والحفريات والطيور والنبات، ومتخصصون في الاستشعار عن بعد، وباحثون في الأنثروبولوجيا. وسجلت المديرية الجهوية للثقافة بالداخلة - وادي الذهب، مؤخرا، 19 موقعا أثريا وطبيعيا ضمن قائمة التراث الوطني، وذلك من أجل الحفاظ على هذا التراث الرائع وتعزيزه. ويندرج تسجيل هذه المواقع الأثرية في إطار استراتيجية قطاع الثقافة الهادفة إلى الحفاظ على التراث الوطني وتثمينه، من خلال تأمين الحماية القانونية للمواقع الأثرية والأطلال التاريخية ذات القيمة الثقافية والعلمية.