مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد وفق نمط التعليم الحضوري، تتجدد معاناة العديد من التلاميذ والتلميذات مع مشكل النقل المدرسي بإٌقليم وزان، خاصة بالمناطق القروية، حيث يجدون صعوبة في التنقل إلى المؤسسات التعليمية إما بسبب " الخصاص في وسائل النقل المدرسي أو بسبب ارتفاع تسعيرة هذه الأخيرة". وأكد نور الدين عثمان، رئيس المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان بوزان أنه رغم المجهودات التي قامت بها السلطات الإقليمية والجهوية "إلا أن مشكل النقل المدرسي لا زال مطروحا بالعديد من الجماعات بإقليم وزان، كجماعة زومي، بوقرة، موقريصات، المجعرة، ونانة، سيدي رضوان، مصمودة وغيرها". وأضاف عثمان في تصريح لموقع القناة الثانية: "هناك بعض المداشر التي لا يصلها النقل المدرسي، كما أن عدد التلاميذ والتلميذات أكبر بكثير من عدد الحافلات المتوفرة، وهو ما يخلق لدينا مشكل الاكتظاظ والهدر المدرسي"، مشيرا إلى أن "تسعيرة الاشتراك في النقل المدرسي تثقل كاهل بعض الأسر التي تعيش وضعية هشاشة، خاصة التي لديها أكثر من طفلين". من جهته أكد رئيس المجلس الإقليمي لوزان عبد الرحمان الكوشي أن قطاع النقل المدرسي بإقليم وزان "أصبح اليوم أكثر تنظيما، إذ أنه مع نهاية الموسم الدراسي الماضي تم انشاء شركة لتدبير النقل المدرسي بالإقليم، هذا التنظيم جعل ساكنة وزان تُقبل بكثرة على الاشتراك في النقل المدرسي، وهو ما جعل عدد الطلبات المقدمة تفوق الإمكانيات التي تتوفر عليها الشركة". وأضاف الكوشي في تصريح للموقع: "عقدنا خلال الأسبوع الجاري سلسلة من اللقاءات مع رؤساء الجماعات، السلطات المحلية وممثلي أباء وأولياء التلاميذ سواء بجماعات موقريصات، زومي، والوحدة، وتم الاتفاق على مجموعة من التوصيات التي سيتم تقديمها للمجلس الإداري لشركة تدبير النقل المدرسي بوزان". "ومن أبرز هذه التوصيات، اقترحنا اقتناء حافلات كبيرة عوض الحافلات الصغيرة المتوفرة حاليا، خاصة بالنسبة للخطوط البعيدة، كما قمنا بتشخيص لمعرفة نسبة الخصاص داخل كل جماعة"، يوضح الكوشي، مشيرا إلى أن "دور الرعاية الاجتماعية بما فيها دور الطالب والطالبة والداخليات لازالت مغلقة، بالتالي من الطبيعي أن يكون هناك نوع من الاكتظاظ خلال الفترة الحالية، وفي انتظار إعادة فتحها، سيتحدد العدد الحقيقي الذي بناء عليه سنقوم بتعزيز أسطول حافلات النقل المدرسي". بخصوص تسعيرة الاشتراك في النقل المدرسي، أكد الكوشي أن "المجلس الإداري السابق حددها في 50 درهما لمسافة 3 كلم فأقل، 75 درهما لمسافة 7 كلم فأقل، ثم 100 درهم لمسافة 7 كلم فما فوق، مع اعفاء الأيتام أو التلاميذ الذين يعاني آبائهم من أمراض مزمنة ولا يتوفرون على دخل"، مضيفا: "تقدمنا بتوصية تمكن الأسر التي لديها أكثر من طفلين من الاستفادة من تخفيض في تسعيرة الاشتراك". يشار إلى أن الانطلاقة الفعلية لخدمات شركة التنمية الإقليمية للنقل المدرسي بإقليم وزان تمت خلال شهر أبريل الماضي، وهي التجربة الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، والتي تهدف إلى تحسين الخدمات الاجتماعية ومكافحة الهدر المدرسي بمبادرة من المجلس الإقليمي وبمساهمة من الجماعات الترابية الستة عشر بالإقليم.