أعطيت اليوم الأحد بمدينة وزان الانطلاقة الفعلية لخدمات شركة التنمية الإقليمية للنقل المدرسي بإقليموزان، والتي تعتبر تجربة فريدة على الصعيد الوطني في مجال تدبير هذه الخدمة. ونوه عامل إقليموزان، مهدي شلبي، الذي ترأس حفل انطلاقة خدمات الشركة، بالجهود المبذولة من طرف كافة المتدخلين الذين سهروا على تنفيذ هذه المبادرة، لافتا إلى أن الغاية منها تتمثل في تحسين جودة خدمات النقل المدرسي على صعيد الإقليم. وأكد شلبي على أن تحسين النقل المدرسي يعتبر حاجة وضرورة ملحة نسعى إلى تحقيقها باستمرار، مبرزا أنه سيساهم، بدون أدنى شك، في دعم التربية والتعليم، الذي يعتبر قطاعها حيويا يستثمر في الرأسمال البشري باعتباره أساس العملية التنموية. في هذا السياق، ذكر شلبي بالتوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب جلالة الملك في 29 يوليوز 2018 بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد والرامية إلى إعطاء دفعة قوية إلى برامج الدعم المدرسي ومكافحة الهدر المدرسي، خاصة برنامج "تيسير" للدعم المالي على التمدرس، والتعليم الأولي، والنقل والإطعام المدرسي، والداخليات. وتابع أنه انطلاقا من القناعة بأن تحسين الخدمات الاجتماعية ومكافحة الهدر المدرسي يعتبران أمران ضروريان، فإنه تم إحداث شركة التنمية الإقليمية للنقل المدرسي (سوديب ترانسكول وزان) بمبادرة من المجلس الإقليمي وبمساهمة من مختلف الجماعات الترابية بالإقليم. وأوضح عامل الإقليم بأن هذه المبادرة، التي تعتبر الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، تطلبت غلافا ماليا بقيمة تصل إلى 5,7 مليون درهم، موضحا أن الشركة تتوفر حاليا على أسطول مكون من 93 حافلة، وهو عدد غير كاف لتغطية جميع القرى التابعة للإقليم. وسجل أن الخصاص يقدر ب 21 حافلة بالإضافة إلى أن هناك 26 حافلة سينتهي استعمالها مع متم السنة الجارية، وهو ما سيرفع الخصاص إلى 47 حافلة، موضحا أنه سيتم اقتناء حوالي 15 حافلة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فيما سيتكلف المجلس الإقليمي باقتناء 39 حافلة أخرى خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وسجل بأن هذه الحافلات ستمكن بالتالي من سد الخصاص، وأيضا من التخفيف من الاكتظاظ الذي تعرفه بعض الحافلات. من جهته، أشار رئيس المجلس الإقليمي ورئيس مجلس إدارة الشركة، العربي المحرشي، أنه مع هذا الإطلاق الفعلي، ستتكلف شركة "سوديب ترانسكول" ابتداء من الاثنين المقبل بتدبير النقل المدرسي للتلاميذ من منازلهم إلى المدارس، ومن مدارسهم إلى المنازل، وتتبع السائقين، وتحديد خطوط مرور الحافلات على مستوى الجماعات الترابية التابعة للإقليم. وأضاف أن الشركة تتوفر على برنامج معلوماتي لتتبع كافة الحافلات عبر نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) ومراقبة سرعاتها للتأكد من نقل التلاميذ في ظروف آمنة، لافتا إلى أن التلاميذ بالوسط القروي بإمكانهم الإحساس الآن بأنهم على قدم المساواة مع تلاميذ الوسط الحضري. وخلص إلى أنه بفضل تظافر جهود مختلف الأطراف المتدخلة، سيعرف إقليموزان قفزة نوعية في مجال تدبير خدمات النقل المدرسي، موضحا أنه سيتم كذلك وضع رهن إشارة التلاميذ قاعات للمطالعة لتقديم حصص الدعم التربوي بفضاءات المؤسسات التعليمية خلال الفترة الفاصلة بين الحصتين الصباحية والزوالية (بين الساعتين 12 و 14).