بعد أن خرجوا في سلسة احتجاجات طالبوا من خلالها بالتغيير وتحسين ظروف عيش الساكنة سنة 2017، شباب جرادة يعودون اليوم إلى الواجهة من جديد عبر حزب التقدم والاشتراكية، حيث استطاعوا أن يحصلوا على 27 مقعدا من أصل 30 مقعدا حسب النتائج النهائية للانتخابات الجماعية. "جل مرشحي حزب التقدم والاشتراكية كانوا من فئة الشباب والنشطاء الذين واكبوا حراك جرادة منذ بدايته حتى نهايته" يؤكد عماد قاسمي، الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بجرادة، مشيرا إلى أن "الهدف من إشراك هؤلاء الشباب، هو قطع الطريق على وجوه سياسية عمرت طويلا في مراكز القرار، وتسببت في احتقان اجتماعي بجرادة". وأضاف قاسمي في تصريح لموقع القناة الثانية " رغم تسجيل بعض الخروقات فيما يخص الانتخابات التشريعية، إلا أن الحزب استطاع أن يفوز في الانتخابات الجماعية بأغلبية ساحقة، حيث حصلنا على 27 مقعدا من أصل 30 مقعدا". من جهته أشار عز الدين خليفة، أحد المرشحين الفائزين بجرادة إلى أن "فكرة الترشح للانتخابات كانت بموافقة الساكنة، حيث نظم نشطاء حراك جرادة لقاءات بمختلف أحياء المدينة، نوقشت من خلالها الفكرة وذلك من أجل تحقيق التغيير الذي كان من أبرز مطالب الحراك"، مضيفا: "الساكنة أيدت الفكرة لأنها تريد وجوها جديدة وشبابا غيورين على منطقتهم ووطنهم". وأكد خليفة في تصريح للموقع أن "90 في المائة من المرشحين هم شباب، ليست لديهم تجارب سياسية من قبل لكن طموحهم الأساسي هو الدفاع عن مطالب الساكنة ووضع حد للفساد بالمنطقة". ياسين، أحد المرشحين الفائزين، بدوره أكد للموقع أن "فكرة المشاركة في الانتخابات تولدت بعد أن فشل الحراك في محاربة الفساد بالمنطقة، بالتالي كان لزاما أن نسلك طريق الانتخابات من أجل تحقيق التغيير المنشود من داخل المؤسسات". وأشار ياسين إلى أن "الأشخاص الذين يترشحون للانتخابات يجب أن يكونوا من الساكنة ويعيشون بالمنطقة وليس وجوها لا نعرف عنها أي شيء وهي بدورها لا تعرف أي شيء عن معاناة الساكنة". يشار إلى أن إقليمجرادة كان قد شهد سلسلة من الاحتجاجات سنتي 2017 و2018، حيث رفعت الساكنة شعارات مطالبة بضرورة توفير فرص شغل لشباب المنطقة وخلق بديل اقتصادي للمناجم إلى جانب تحقيق مجموعة من المطالب الاجتماعية، وذلك بعد حادث وفاة أخوين من عمال المناجم التقليدية إثر انهيار صخري.