افتتحت، ابتداء من الساعة الثامنة من صباح اليوم الأربعاء، مكاتب التصويت الخاصة بالانتخابات البرلمانية الهولندية، حيث شرع الهولنديون في الذهاب إلى صناديق الاقتراع لاختيار 150 عضوا برلمانيا من أكثر من عشرين حزبا. وكان زعيم الحزب "الحرية" اليميني المتطرف خيرت فيلدرز أول الزعماء السياسيين الذين توجهوا إلى مكاتب التصويت صباح اليوم، حيث أدلى بوصته في صندوق الاقتراع بإحدى المدارس في لاهاي، وسط احراسة مشددة، واهتمام إعلامي غير مسبوق، وفق صحيفة إيكسبريس. ويرتقب أن يدلي أكثر من 15 مليون هولندي بأصواتهم في مراكز الاقتراع، في هذه الانتخابات البرلمانية التي ينظر إليها العالم على أنها مقياس لقوة اليمين المتطرف في أوروبا. وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية أن أحدث استطلاعات الرأي أظهرت تقدم حزب "الشعب للحرية والديمقراطية" الليبرالي الحاكم، الذي يتزعمه رئيس الوزراء مارك روته، فيما توقع الاستطلاع أن يأتي في المركز الثاني حزب "الحرية" اليميني المتطرف بقيادة خيرت فيلدرز. لكن ولأول مرة في تاريخ الاستطلاعات في هولندا، لم تنجح في تحديد هوية الحزب الفائز بشكل واضح، نظرا لأن الفرق في جميع الاستطلاعات بين حزب الشعب للحرية والديموقراطية وحزب الحرية طفيف. هذا الأمر أكده أستاذ العلوم السياسية توم لاوروس، الذي أوضح في تصريحات إعلامية تناقلتها الصحافة الهولندية أنه لا يوجد حزب يضمن المرتبة الأولى، قائلا "يمكن أن يكون الحزب الليبرالي هو الأول ولكن النتيجة 100%غير مؤكدة". وتابع لاوروس أن هناك ثلاثة أحزاب أخرى تنافسه على ذلك. وأشار لاوروس في تصريحات صحفية نقلتها اليوم الثلاثاء صحف هولندية إلى أن سلوك الناخب الذي لم يحسم أمره بعد يمكن في آخر لحظة أن يصوت إستراتيجيا لإضعاف هذا أو تقوية ذاك. وتجرى هذه الانتخابات وسط ترقب من مختلف الجاليات المسلمة في هولندا، الذين عبوا عن قلقهم من احتمال فوز خيرت فيلدز، الذي توعد خلال حملته الانتخابية بإغلاق حدود بلاده، منع القرءان الكريم وإغلاق المساجد. وأمام هذا الاحتمال المرعب، قامت عديد من الجمعيات المغربية ومجموعة من المساجد بهولندا بتوجيه نداء لمغاربة هولندا بالتوجه إلى مكاتب الاقتراع للتعبير عن حقهم في التصويت وبكثافة من أجل التصويت على الأحزاب التي تعمل على محاربة كل أشكال التمييز والعنصرية وتعزز أواصر التعاضد والمساوات بين كل أفراد المجتمع الهولندي. يذكر أن نظام الانتخابات في هولندا يقوم على نظام التمثيل النسبي فالحزب الذي يحصل على نسبة 9% من الاصوات على المستوى الوطني يحصل على 9% من مقاعد البرلمان ولا توجد دوائر انتخابية بل هناك دائرة وطنية واحدة. ويتكون البرلمان الهولندي من 150 مقعدا ويلزم أي حزب الحصول على 76 مقعدا ليمتلك الغالبية البرلمانية ويكون قادر على تشكيل ائتلاف حكومي. ويشار إلى أن انتخابات هولندا اليوم هي أول ماراثون الانتخابات العامة والبرلمانية التي ستشهدها القارة الأوروبية يليها انتخابات حاسمة في فرنسا وألمانيا، مع صعود التيارات الشعبوية التي تبدى شكوكا إزاء الوحدة الأوروبية وتعادي المهاجرين الأجانب والإسلام مدفوعة بقرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبى وفوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرئاسة.