تهمٌ ثقيلةٌ سيواجههَا زعيم الحزب اليميني المتطرف، في هولندا، خيرت فيلدرز، أمام القضاء، بعدمَا أعلنتْ المحكمة متابعته على خلفيَّة العنصريَّة والتحريض على الكراهية، إثر إدلائه بتصريحاتٍ عدائية تجاه المغاربة المقيمين في هولندا، مارس الماضي. وأوضحت المحكمة الهولنديَّة أن "السياسيين بوسعهم أنْ يمضُوا بعيدا في تصريحاتهم، بفضل ما تخولهُ حرية التعبير، غير أن تلك الحرية تتوقف عند منع التمييز العنصري". متابعة فيلدرزْ أمام القضاء تأتِي بعد وضع 6400 شكاية ضدَّ الزعيم الاشتراكِي، من قبل مغاربة وهولنديِّين على حدٍّ سواء، استهجنُوا الإساءة إلى أحد مكونات المجتمع الهولندِي، ممثلًا في الجالية الأجنبيَّة. تصريحات فيلدرز العنصريَّة ضدَّ المغاربة كانتْ قد أثارت موجة من الاحتجاجات العارمة بهولندا، تحولت إلى مظاهرات غير مسبوقة. فيما ابتعدَ أعضاء من الحكومة الهولندية وقسم كبير من الطبقة السياسية، بينه منتمون إلى حزب السياسي العنصري، عن الاستفزازات. استنكارُ تصريحات فيلدرز في الشارع وازاهَا توجيه دعوات لإحداث "جبهة" ترومُ عزل فيلدرز وحزبه على الصعِيد السياسي، عبر وقف أي تعاون معه في مختلف المؤسسات. في غضون ذلك، قدم عدد من البرلمانيين المنتمين للحزب استقالاتهم احتجاجا على تصريحات فيلدرز، وهو ما قاد الحزب ليمنَى بخسارة ثقيلة إبَّان الانتخابات البلدية الهولندية وانتخابات البرلمان الأوروبي، في الوقت الذي كان يراهن على اكتساح حقيقي واستمالة الأصوات بالعزف على وتر القومية والعنصرية. وتتهم المحكمة الزعيم الشعبوي، المعروف بعدائه للمهاجرين والإسلام من جهة أخرى، ب "قذف مجموعة من الأشخاص على أساس عرقي والتحريض على العنصرية والكراه وفيما لمْ تكشف النيابة عن موعد المحاكمة، كان تحقيقٌ قد أجري مع فيلدز في الثامن من دجنبر الحالي؛ رفض فيها فيلدرز التراجع عن تصريحات أطلقها في وقت سابق؛ ضد الجالية المغربية في هولندا. حريٌّ بالذكر، أنَّ فيلدز كان قد صرح أمام أنصار حزبه بعد الانتخابات الهولندية قائلًا: " هل تريدُون أنْ تروْا القليل أم الكثير من المغاربة في هذه المدينة وفي هولندا؟ "، ولدى إجابة أنصاره له ب "القليل القليل"؛ أجابَ فيلدز: " سنقُوم بِالواجب ". وكانت النيابة العامة الهولندية قد استدعت السياسي خيرت فيلدرز - المناهض للهجرة ووجود المسلمين في هولندا - في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي؛ لاستجوابه بشأن تصريحات عنصرية؛ استهدفت الجالية المغربية في هذا البلد. وينتمِي فيلدرز إلى حزب "الحرية" المناوئ للهجرة والمسلمين؛ ويصنف في المرتبة الثانية من حيث الشعبية، وفق استطلاعات الرأي. فيلدرز سبق لهُ أنْ عاشَ سنوات تحت حماية حرس خاص من الشرطة؛ بعد تلقيه تهديدات بالقتل؛ بسبب مقطع فيديُو هاجم فيه الإسلام.