دعت جمعيات مغربية نشيطة في هولندا المغاربة والمهاجرين المسلمين إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات البرلمانية الهولندية لقطع الطريق على الحزب اليميني المتطرف، المعادي للإسلام والمسلمين، منهم المغاربة على وجه الخصوص. ووجهت جمعيات مغربية بهولندا، ومجلس المساجد المغربية بشمال هولندا نداء إلى المغاربة والمسلمين إلى التصويت يوم الاقتراع، المصادف ل15 مارس الجاري. وقال عبدو لمنبهي منسق الجمعيات بهولندا "إن مسؤولية تعزيز دولة الحق والقانون واحترام الدستور تقع بالدرجة الأولى على الحكومة وعلى كل السياسيين، لكنها تقع أيضا علينا جميعا من خلال ممارسة الضغط على هؤلاء من أجل احترام بنود الدستور التي تساوي بين كل المواطنين والمواطنات وتحميهم من كل أشكال التمييز والعنصرية." وأضاف " يتحتم علينا أن نختار بدقة الأحزاب التي يمكن أن نصوت عليها. الأحزاب التي تعمل بالفعل على محاربة كل أشكال التمييز والعنصرية وتعزز أواصر التعاضد والمساواة بين كل أفراد المجتمع الهولندي". يشار إلى أن بعض الأحزاب المحسوبة على اليمين واليمين المتطرف تعتبر الأقليات في هولندا من أصول غير أوروبية كمجموعة منفصلة وعبء على المجتمع. وكان خيرت فيلدرز زعيم الحزب اليميني المتطرف أسس لحملته الانتخابية على محاربة الإسلام وإغلاق الحدود على اللاجئين. وأوضح المنبهي قائلا " في حالة حصوله على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية ليوم 15 مارس، كما تبينه استطلاعات الرأي، سيعمل كل ما في وسعه للمزيد من تضييق الخناق وضرب حقوق اللاجئين في أماكن آمنة، وسيعزز التمييز في سوق العمل والتعليم وفي الأماكن العمومية." وحذر المتحدث من تكرار التاريخ الأليم والعودة إلى سنوات ساد فيها التمييز والاضطهاد للأقليات. ودعا المتحدث المغاربة بهولندا قائلا " لنسمع صوتنا يوم 15 مارس المقبل ونوظفه من أجل مجتمع متعدد، و لنوحد صفوفنا ضد التطرف اليميني، ولنمنح صوتنا يوم 15 مارس لمن يستحقه، ولمن يحترام الدستور ويسهر على توفير جو التعايش ويكافح ضد العنصرية". وأظهرت استطلاعات نشرت أمس الجمعة أن الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء مارك روته سيحصل على 24 من مقاعد مجلس النواب البالغة 150 مقابل 22 مقعدا لحزب الحرية بزعامة فيلدرز و22 أيضا لحزب النداء المسيحي الديموقراطي، بينما سيحل رابعا حزب الخضر ب20 مقعدا. يشار إلى أن عدد المسلمين في هولندا بين 840 ألفا و960 ألف شخص، أي نحو 5 في المائة من السكان البالغ عددهم نحو 17 مليون نسمة. ومعظم هؤلاء من أصول تركية أو مغربية، وفق مكتب الإحصاءات الهولندية.