أطلق خيرت فيلدرز النائب الهولندي عن اليمين المتطرف حملته للانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجري في منتصف مارس القادم، بشن هجوم حاد على المهاجرين المغاربة المقيمين في هذا البلد ،الذين وصفهم ب"الرعاع وحثالة المجتمع”، مشددا على أنه يريد انقاذ البلاد منهم لإعادتها الى الشعب الهولندي. وقال فيلدرز: “هناك الكثير من حثالة المغاربة في هولندا، وهم الذين يجعلون شوارعها غير آمنة”. وأضاف مخاطبا الهولنديين: “إذا أردتم أن تستعيدوا بلادكم، وتجعلوا هولندا للهولنديين، يمكنكم أن تصوتوا لحزب واحد فقط”، وإن كان قد استدرك مؤكدا أنه لا يستطيع تعميم صفة “حثالة” على جميع المغاربة. وتعهد الزعيم الهولندي بفرض حظر على هجرة المسلمين إلى هولندا وإغلاق المساجد في البلاد إذا فاز برئاسة الوزراء. وكان المرشح اليميني المتطرف لرئاسة الوزراء الهولندية يتحدث في مؤتمر انتخابي حضره مؤيدوه أمس السبت، وسط إجراءات أمنية مشددة في مدينة سبايكينيسه الهولندية، أحد معاقل حزبه بالقرب من روتردام. وتأتي تصريحات السياسي اليميني المثيرة للجدل بعد شهرين فقط من اتهامه بالترويج للكراهية في أعقاب إطلاقه وعودا بتقليل عدد المغاربة في هولندا. وأشارت إحصائيات أُجريت في 2011 إلى أن عدد المغاربة في هولندا بلغ 167 ألف نسمة، مما يجعلهم أكبر جالية غير أوروبية في البلاد، وهي الأرقام التي لا تتضمن الجيل الثاني والثالث من المقيمين المغاربة. يذكر أن آخر استطلاعات الراي أشارت الى أن حزب الحرية الذي يقوده فيلدرز يمكن ان يفوز ب 24 الى 28 مقعدا في البرلمان، الذي يضم 150 مقعدا، متقدما بمقعدين او اربعة أمام الحزب الليبرالي الحاكم بزعامة رئيس الحكومة مارك روتي. وحضر المؤتمر الانتخابي لفيلدرز في مدينة سبايكينيسه مئات من مؤيديه مقابل عدد صغير من المتظاهرين ضده. تصريحات فيلدرز العنصرية أثارت موجة من الانتقادات،حيث تظاهر على هامش انطلاق حملته الانتخابية العشرات للتنديد بالخطابات الشعبوية للنائب اليميني المتطرف. ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن إيما شميت، إحدى المتظاهرات ضد فيلدرز،: “إن ما سيفعله مرعب جدا.” وأضافت: “لقد اعتاد الناس على ذلك، وتوقفوا عن الاحتجاج، لكنني اعتقد أنه من المهم أن يظهر صوتنا إذا اعترضنا على شيء مما يحدث حولنا، وأن نتواصل مع هؤلاء الذين من المتوقع أن يصوتوا له.” ويتصدر فيلدرز استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات البرلمانية التي من المقرر إجراؤها في 15 مارس المقبل، لكن شعبيته بدأت تتراجع في الأسابيع القليلة الماضية. وحصل حزب الحرية الذي ينتمي إليه فيلدرز على 12 مقعدا في مجلس النواب الهولندي من إجمالي 150 مقعدا في الانتخابات البرلمانية، لكن المرشح الأقرب إلى الفوز رئيس الوزراء الحالي مارك روت تعرض لتراجع في شعبيته قبل شهر واحد فقط من إجراء الانتخابات. وحتى في حالة فوز فيلدرز بمنصب رئيس، سيجد صعوبة بالغة في تشكيل ائتلاف حاكم للبلاد، إذ أعلنت أهم الأحزاب السياسية في هولندا أنها لن تتعاون معه. وكانت محاكمة فيلدرز العام الماضي، والتي استمرت لثلاثة أسابيع حركت الرأي العام ضده، إذ تقدم 6400 شخص بشكاوى للشرطة ضده لتصريحات أدلى بها أثناء حملة انتخابات المحليات في هايغ. وسأل المرشح لرئاسة الوزراء في هولندا مؤيديه عما إذا كانوا يريدون مغاربة أكثر أم أقل في هولندا”، أثناء المؤتمر الانتخابي المنعقد السبت. وعندما هتف المؤيدون “أقل .. أقل”، ابتسم وايلدرز ،قائلا: “سنعمل على تحقيق ذلك.”