قدم عبد الوهاب بالفقيه، القيادي والبرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي، يوم 9 يوليوز، استقالته نهائيا من حزب الوردة، وأعلن التحاقه بصفة رسمية في نفس اليوم، بحزب الاصالة والمعاصرة، حيث حضي باستقبال رسمي من طرف عبد اللطيف وهبي، الذي نشر تدوينة على صفحته الرسمية يرحب ببلفقيه في حزب الأصالة والمعاصرة. بلفقيه، الذي يعد واحدا من أكبر السياسيين، الذين يصممون الخريطة السياسية لجهة كلميم ودانون، وضعون خارطة الطريق للمشهد السياسي بهذه الجهة الفتية، قال في استقالته التي يتوفر موقع القناة الثانية على نسخة منها، بأن استقالته راجعة لأسباب ذاتية وموضوعية، أبرزها القطيعة التامة التي طبعت السنوات الأخيرة بين الكتابة الجهوية، والكاتب الأول وغياب التواصل. وفي تعليق على قرار استقالة بلفقيه، والالتحاق بحزب منافس في نفس اليوم، علق إسماعيل شرقي، باحث في القانون الدستوري وعلم السياسة، بكلية العلوم القانونية بالمحمدية، في تصريح خص به موقع القناة الثانية، قائلا: « إستقالة عبد الوهاب بلفقيه، من حزب الاتحاد الإشتراكي فاجأت الجميع، لاعتبارات متعددة، أولها المكانة الكبيرة التي يحظى بها داخل الحزب منذ التحاقه به، حيث كان يعد إلى وقت قريب من بين الشخصيات المقربة من الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر، بالرغم من تهم الفساد وتبديد المال العام والسطو على عقارات الغير لا تزال تنظر فيها الغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف بالرباط، وثانيا تجربته السياسية الطويلة في الحزب حيث صار بلفقيه رمزا لحزب الوردة في جهة كلميم وادنون، بالنظر لما يتمتع به من تجربة وخبرة سياسية، وخصوصا في ما يخص العمليات الانتخابية المتعلقة برؤساء الجماعات والأقاليم والغرف المهنية بالجهة، وثالثا الشعبية الكبيرة التي يحظى بها لدى فئة كبيرة من الهيئة الناخبة في جهة كلميم وادنون باعتباره صار من بين أعيان ووجهاء المنطقة الذين لهم مكانة خاصة في الجهة ويلعبون دورا مهم في تحديد اتجاهات التصويت بالجهة بصفة عامة ».
وعن تأثير هذه الاستقالة، على المشهد السياسي بجهة كلميم وادنون عموما، وجماعة كلميم على الخصوص، يضيف متحدثنا: « حتما ستؤدي إلى خلخلة المشهد السياسي في الجهة، حيث ستؤدي إلى إعادة ترتيب الأحزاب في الجهة، وسيكون المتضرر الأول هو حزب الاتحاد الاشتراكي الذي ستتراجع مكانته بسبب محددات التصويت التي تميز المنطقة، على اعتبار أن غالبية الهيئة الناخبة في الأقاليم الجنوبية على العموم تصوت لصالح الأشخاص، بغض النظر عن الأحزاب والأولوان أو الرموز أو اليافطة السياسية التي تحملها، ونظرا للمكانة السياسية التي يحتلها عبد الوهاب بلفقيه في جميع أقاليم الجهة، فإنه سيتمكن من الحفاظ على كتلته الناخبة بإسم حزب الأصالة والمعاصرة حاليا ».
وبخصوص ماكسبه حزب الأصالة والمعاصرة من هذه الاستقالة/الالتحاق وفي نفس اليوم، فيرى الشرقي أن حزب الجرار، هو أكبر الفائزين من هذا الترحال السياسي المفاجئ، لأنه أصبح من المرجح أن يفوز بأحد المقاعد المخصصة لأقليم كلميم بمجلس النواب أو المستشارين، كما أن الحزب سيضمن الفوز برئاسة مجموعة من الجماعات وخصوصا القروية، وكذا المجالس الاقليمية، والغرف المهنية.
وعن سؤال لموقع القناة الثانية، عن سبب اختيار بلفقيه لحزب الأصالة والمعاصرة دون غيره، يقول : « الأصالة والمعاصرة في تركيبته وهندسته وتكوينه، ينبني على الأعيان، فهو مجرد تجمع للوجهاء دون أي مرجعية فكرية أو هوية إيديولوجية واضحة، وبالتالي لم يجد عبد الوهاب بلفقيه أية صعوبة في التفاوض معه وقبول انضمامه والترشح باسم الحزب في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وهو ما يظهر من خلال الاستقبال الذي خصه به الامين العام للحزب عبد اللطيف وهبي شخصيا، وثانيا لاستحالة انضمامه لاحزاب سياسية أخرى، في ظل وجود أسماء وازنة من المرجح أن تنافس في الحصول على مقاعد في الانتخابات المقبلة، سواء التشريعية أو الجهوية أو المحلية كحزب الاستقلال، الذي انضم إليه مؤخرا عبد الرحيم بوعيدة الرئيس السابق لجهة كلميم وادنون، وأعلن أنه سيكون وكيل لاىحة الحزب في الانتخابات البرلمانية، أو حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يعرف هيمنة تحكمها اعتبارات قبلية بالدرجة الأولى » .